تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب الأطعمة والأشربة)

صفحة 568 - الجزء 5

  علو إلى سفل. {وَالنَّطِيحَةُ} يعني: المقتولة بنطح أخرى لها، فهي بمعنى المنطوحة (إلا الميتتين) وهما: الجراد والسمك (والدمين) وهما الكبد والطحال؛ إذ هما دم جامد فتحل الميتتان والدمان؛ لتخصيص الخبر المشهور لهما⁣(⁣١) من عموم الآية، وهو قوله ÷: «أحل لكم ميتتان ودمان».

  (و) التاسع: ما يحرم (من البحري) وهو (ما يحرم شبهه في البر) من أي محرم، فما كان شبهه من البحري في البر محرماً فهو محرم، وما كان شبهه من البري حلالاً فهو حلال، وإذا كان للحيوان البحري من البري شبهان: ما يحل، وما يحرم - رجح جانب الحظر ويحرم. والذي يحرم من البحري للمشابهة هو (كالجرّي) بضم الجيم⁣(⁣٢) المعجمة بواحدة من أسفل وتشديد الراء المهملة بعدها ياء معجمة باثنتين من أسفل، وهو حنش الماء (والمارما هي) براء مهملة، وهو اسم عجمي مركب، فـ «مار» اسم الحية، و «ماهي» اسم الحوت، وذلك حية الماء، (والسلحفاة) بسين وحاء مهملتين بعدهما فاء معجمة، وهو طائر في البحر ملتو شديد الجسم يشبه الرحى يتخذ منه الزقور.

  وينظر في الزرافة وعظمها، وينظر أيضاً في السرطان يتأمل. والزرافة حيوان في أعضائه شبه بكثير من الحيوان فرأس فرس، وعنق طير، وأظلاف بقر، وجلد نمر، فتبارك الله أحسن الخالقين. والسرطان: حيوان يصطاد العصافير، ضخم الرأس، نصفه أبيض ونصفه الآخر أسود، وقيل: له ثمان قوائم، وفمه في عرضه.

  وكذا كل ما يشبه البري المحرم كشبه الكلب والحمير والخيل وسائر المحرمات.

  فَرْعٌ: والدب محرم أكله ونكاحه وتملكه، وهو يشبه الآدمي.

  تنبيه: وتحل النعامة والدجاج والحمام، والقطا وهي العقب، والعصافير، والدراج وهو بضم الدال: ضرب من الطير يوجد في العراق⁣(⁣٣)، وكذلك الرخ فهو


(١) في المخطوطات: «بهما».

(٢) وفي القاموس: الجِرِّي كذمي.

(٣) في المخطوطات: العراج. والمثبت من هامش شرح الأزهار (٨/ ٢٢٢) وهامش البيان (٥/ ١٩٩) ولسان العرب (٢/ ٢٧).