تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب الأطعمة والأشربة)

صفحة 583 - الجزء 5

  من الأسباب.

  مَسْألَة: ومن أراد شيئاً من الولائم أو الأسفار أو الانتقال من دار إلى دار فالواجب عليه أن يتوكل على الله ويفوض أمره إليه، ويستحب [له] تقديم ذكر الله تعالى والصدقة، ولا يجوز له أن يعتقد شيئاً من التنجيم أو التطير أو التفاؤل بالأزلام المنهي عنها، وهي السهام، فمن اعتقد شيئاً منها أن له تأثيراً في شيء فقد أشرك بالله في علم غيبه وصار كافراً، ومن عمل به ولم يعتقد تأثيره فسق، ذكر ذلك في الكشاف. قال المنصور بالله: وكذلك الأيام التي يعتقد فيها العوام أنها نحسة فيتجنبونها، فمن اعتقد تأثيرها كفر، ومن عمل بها ولم يعتقد [تأثيرها] أثم.

  قال في البيان: فَرْعٌ: وكذا في الذين يعتقدون في الجن عما يعرض⁣(⁣١) من الأمراض والآلام ويعتقدون أن لهم تأثيراً في حدوثها وفي رفعها بغير مباشرة ولا سبب [فهو كفر]⁣(⁣٢).

  قال في الأحكام: والرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وهي من الله تعالى، والحلم من الشيطان، فمن رأى ما يكره ثم استيقظ نفث ثلاث مرات عن يساره وقال: «أعوذ بالله من شر ما رأيت» فإنه لا يضره [ذلك].

  مَسْألَة: ويستحب الاجتماع على الطعام؛ لأنها تكثر بركته. وينوي الآكل بأكله التقوي على طاعة الله حتى يكون أكله قربة.

  فَرْعٌ: (و) إذا اتفق للمدعو داعيان أو أكثر فإنه [يستحب له أن] يجيبهم جميعاً، لكن الأولى (تقديم) إجابة (الأول) منهم بالدعاء له مع إجابة الثاني أيضاً [بعده] (ثم) إذا استووا في الدعاء له في وقت واحد غير مترتب فإنه يستحب له - وهو الأولى - أن يقدم منهم (الأقرب) إليه (نسباً) مع إجابة الثاني أيضاً بعده، (ثم) إذا استووا في الدعاء له في وقت واحد، وقربهم إليه مستوٍ في النسب أو بعدهم فالأولى [أن] يقدم الأقرب إليه


(١) لفظ البيان (٥/ ١٩٠): فرع: وهكذا يكون في الذين يسألون الجن عما يعرض ... إلخ.

(٢) ما بين المعقوفين من البيان.