تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب الأطعمة والأشربة)

صفحة 585 - الجزء 5

  ومنها: الحمد عند الفراغ من الطعام، ويكون سراً إذا كان بجنبه من يرتفع من الأكل لأجل سماعه للحمد؛ إذ هو مشعر بالانقضاء، إلا أن يكون مراد المضيف ذلك فلا بأس، فإن فرغوا جميعاً فلا بأس بالجهر به، بل قد يكون أولى؛ لأنه يذكر من نسي، وقد روى الناصر عن النبي ÷ أنه كان إذا رفع يده من الطعام قال: «الحمد لله الذي كفانا المؤنة، وأسبغ علينا الرزق، الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين، الحمد لله الذي سوغه وجعل له مخرجاً، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا واجعلنا شاكرين».

  ومنها: الدعاء لنفسه ولمن كان هو عنده⁣(⁣١)، وإن كان صائماً دعا لمن فطره بقوله: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة، وذكركم الله فيمن عنده».

  ومنها: أن لا يكشف رأسه، و [أن] ينزع نعله.

  ومنها: البروك على الرجلين حال القعود، روي أنه كان ÷ يجلس على حالتين، الأولى: أن يجعل ظهر قدميه إلى الأرض ويجلس على بطونهما. الحالة الثانية: أن ينصب قدمه⁣(⁣٢) اليمنى ويفترش فخذه اليسرى.

  ومنها: الأكل بيمينه، وبثلاث منها؛ لأن الأكل بالأربع حرص، وبالخمس شره، وبالثنتين كبر، وبالواحدة مقت. ولعله بحسب الحاجة إلى قدر ما يحتاج إليه⁣(⁣٣)، فلعله قد يحتاج إلى الأربع أو إلى الخمس إذا كان الطعام مما يتناثر لو أخذ باثنتين⁣(⁣٤).

  ومنها: إصغار اللقمة، وقد روي أن لقمة النبي ÷ فوق بيضة الحمامة ودون بيضة الدجاجة.

  ومنها: إطالة المضغ. ومنها: أن يلعق أصابعه بعد كل لقمة إن كان يعلق بالأصابع شيء، [وإنما يندب] إن لم يتأذئ من يواكله بذلك، فإن تأذئ كره.


(١) لفظ شرح الأزهار (٨/ ٢٥٠) والبيان (٥/ ١٩١): لنفسه وللمضيف.

(٢) يعني: رجله. (من هامش شرح الأزهار ٨/ ٢٥٠).

(٣) كذا في المخطوطات.

(٤) لعل الصواب: بثلاث.