تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب الأوقات)

صفحة 345 - الجزء 1

  سبحانه وتعالى جميع ذلك لنبينا ÷ ولأمته تعظيماً له ولهم، وزيادة له ولهم في أجورهم، فله الحمد.

  نعم، وأوقات الصلوات الخمس خمسة، إلا عند العذر فثلاثة، بإدخال وقت العصر في وقت الظهر والعكس، وهكذا في المغرب والعشاء.

  ولما كانت صلاة الظهر أول صلاة ظهرت، وقد بدأ الله تعالى بها في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} وفي إعلام جبريل للنبي ÷ بالأوقات بدأ بصلاة الظهر - بيّن الإمام ¦ وقتها مبتدئًا بها؛ اقتداء بذلك، فقال ¦: (اختيار الظهر من الزوال) يعني: زوال الشمس. وعلامته زيادة ظل كل منتصب في ناحية المشرق بعد تناهيه في النقصان من جهة المغرب، فمتى زاد الظل إلى ناحية المشرق بعد تناهيه في النقصان من جهة المغرب ولو بقدر حبة ذرة فذلك أول وقت الظهر، فوقت الظهر بعد الزوال بهذا القدر، والزوال هو ما ذكر، وهو يختلف باختلاف حلول الشمس في المنازل الثمانية والعشرين، ففي ست منها يقع الزوال باخضرار الجدار من ناحية المشرق بعد ذهابه من جهة المغرب، وهذا هو المراد بقوله: «بعد تناهيه في النقصان»، والمراد استقرار نور الشمس في الجدار الغربي، وهذه الست المنازل هي: الهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرْف، والجبهة، وفي إحدى عشرة منزلة يزيد الظل في كل منزلة نصف قدم، وذلك: الزبرة، والصرفة، والعوَّا، والسماك، والغفر، والزبانا، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وفيها وقوف الشمس، وينتهي فيها⁣(⁣١) الزوال على⁣(⁣٢) خمسة أقدام ونصف، فبعد أن نزلت على مثل تلك المنزلة قدر حبة ذرة فذلك وقت الظهر، وهذه المنازل كما قلنا إنه يزداد⁣(⁣٣) الظل في كل منزلة نصف قدم إذا حققت ذلك ..... (⁣٤)


(١) في (ب): «إليها».

(٢) في (ج): «إلى».

(٣) في (ج): «يزاد».

(٤) بياض في المخطوط.