تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

الباب الأول

صفحة 346 - الجزء 1

  ويذكر بعض من له معرفة في هذا الفن أنه أرصد الشمس عند وقوفها في العلامة الموضوعة في الجامع الكبير بصنعاء - حرسها الله تعالى - فوجد وقوفها في هذه الأيام في تاسع النعائم، فعلى هذا تكون منازل الاستواء من الدبران إلى آخر الطرف، ومنازل الزيادة من أول (الجبهة) إلى آخر (النعائم)، ومنازل النقصان من أول (البلدة) إلى آخر (الثريا)، فتأمله موفقًا إن شاء الله تعالى.

الباب الأول

  اعلم أن الباري جل وعلا جعل فلك البروج محيطاً، وجعل وسطه منطقة تسمى دائرة البروج، ممتدة من المشرق إلى المغرب، ومنحرفة إلى جهة الشمال والجنوب، وقسمت اثني عشر برجاً: ستة بروج في ناحية الشمال، تسمى البروج الشمالية، وهي: من تاسع عشر درجة في برج الحمل، ثم برج الثور، ثم برج الجوزاء، ثم برج الأسد، ثم برج السنبلة، ثم برج الشرطان، وثمانية عشر درجة في برج الميزان.

  وستة بروج في ناحية الجنوب تسمى البروج الجنوبية، وهي: من تاسع عشر درجة في برج الميزان، ثم برج العقرب، ثم برج القوس، ثم برج الجدي، ثم برج الدلو، ثم برج الحوت، وثمانية عشر درجة في برج الحمل. ونصب عليها علامات من النجوم تسمى المنازل، وهي ثمان وعشرون منزلة، نصيب كل برج منزلتان وثلث: أربعة عشر منها شمالية، وهي: النطح، والبطين، والثريا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والزبرة، والصرفة، والعوَّا، والسماك.

  وأربعة عشر جنوبية، وهي: الغفر، والزبانا، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، والفرع المقدم، والفرع المؤخر، وبطن الحوت.

  إذا عرفت هذا فاعلم أن مدار معرفة⁣(⁣١) الأوقات مترتبة على هذه المنازل، وكلما طلع منها منزلة من المشرق غرب نظيرها من المغرب، وهو الخامس عشر منها


(١) في (ج): «معرفة مدار».