(فصل) يذكر الإمام # فيه كيفية التحليف، ومسائل تتعلق بالأيمان
  تراضى(١) بذلك الحالف والمحلف جاز مع الكراهة، وإن كان مذهب الحاكم لزوم(٢) التحليف بالعتاق ونحوه لمصلحة تغليظاً لزم المحلَّف ذلك بحكم الحاكم عليه بذلك، وليس للحاكم أن يحلف بذلك ولم يكن مذهبه ذلك - بأن كان هدوياً - وإن رأى مصلحة.
  (و) اعلم أن الحلف بالله سبحانه وتعالى كافٍ في انعقاد اليمين، ويجوز أن (يؤكد) القسم (بوصف) لله (صحيح) مما يجوز أن يتصف به (يتميز به) الله، بمعنى يعظم به (عند الحالف) وأما التمييز(٣) فهو متميز وأي تميز يميز به عن جميع من خالفه بما(٤) بهر لذوي العقول من عجيب صنعته وإحكام خلقه وتدبير ملكه بشهادة {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ..} إلى آخر الآية [آل عمرا ١٧].
  نعم، فالمراد من التوكيد أن يأتي في يمينه الحالف بما(٥) يؤكد به قسمه من ما يشعر بتعظيم الله سبحانه في اعتقاده، ولا بد أن يكون الوصف صحيحاً كسائر الصفات(٦) التي تطلق على الله سبحانه وتعالى؛ ليخرج ما لا يجوز إطلاقه على الله فلا تؤكد به اليمين ولا يعد توكيداً وإن كان الحالف يعتقده، كأن يؤكد معتقد الجبر بقوله: «والله خالق الأفعال» فلا يكون توكيداً، وأما اليمين فتنعقد؛ إذ فيها الجلالة، وهي كافية. والوصف لله الصحيح أن يقول: «والله الذي لا إله إلا هو» فإن زاد «عالم الغيب والشهادة» فآكد، وأما النصراني فيحلف بقوله: «والله الذي أنزل الإنجيل على عيسى»، وسموا نصارى لأنهم(٧) نصروا عيسى #، أو نسبة إلى القرية التي ولد فيها المسيح. واليهود: «بالله الذي أنزل التوارة على موسى، أو الذي خلق الطور وأغرق آل فرعون
(١) في المخطوطات: تراضيا.
(٢) كذا في المخطوطات، ولعلها: جواز.
(٣) كذا في المخطوطات، ولم يظهر معنى هذا الكلام إلى قوله: نعم فالمراد من التوكيد ... إلخ. ولفظ حاشية السحولي (٥٦٧) وهو في هامش شرح الأزهار (٨/ ٣٥٤): قيل: المراد يكون تعظيماً عند الحالف؛ إذ المحلوف به متميز بلا إشكال.
(٤) في (ج): مما.
(٥) في المخطوطات: ما.
(٦) كذا في المخطوطات.
(٧) في المخطوطات: وسموا نصارى عيسى لأنهم.