تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في ذكر مسائل تتعلق بالإقرار

صفحة 711 - الجزء 5

  قال: «عندي له مال كثير» قبل تفسيره بنصاب مما يثبت في الذمة ولو نادراً⁣(⁣١) كالإبل ونحوها؛ إذ هي تطلق على العين كما تقدم.

  هذا إن فسر «عندي» بما له نصاب، فإن فسرها بما لا نصاب له كالدار ونحوها فالمعتبر في قبول تفسيره أن تكون قيمتها نصاباً من أي جنس، فتأمل. ومثل هذا في الوصية والنذر لو وصفه بالكثرة فهو لنصاب فسر به من جنسه⁣(⁣٢)، والله أعلم.

  (و) إذا قال: «عندي له (غنم كثيرة» ونحوها) كبقر كثيرة، وإبل كثيرة، ودراهم كثيرة، ونحو ذلك من الجمع الموصوف بالكثرة فهو (لعشر) من ذلك الجنس؛ إذ هو جمع وصف بالكثرة، والأقل ثلاثة، وأقل الكثرة عشرة، بخلاف «مال كثير» فلم يطلق على العشرة عرفاً. وقد تقدم في العتق فيمن قال: «إن خدمتني أياماً كثيرة» فهو لسنة، فالفرق أن الإقرار يحمل على الأقل، وأقل الكثرة عشرة.

  (والجمع) الموصوف بالقلة، كدراهم وثياب قليلة، والمطلق كدراهم وثياب من دون وصف - فكلاهما⁣(⁣٣) (لثلاثة) فصاعداً، ولا يقبل التفسير بدون الثلاثة؛ إذ هي أقل الجمع.

  (و) إذا قال: «عليّ له (كذا درهم)» بالإضافة إلى درهم⁣(⁣٤) أو نصبه تمييزاً أو رفعه على الخبرية⁣(⁣٥) (وأخواته) يعني: أخوات «كذا» وهو لفظه مكرراً بعطف أو من دون عطف، فالألفاظ ثلاثة: كذا درهم، كذا وكذا درهم، كذا وكذا درهم⁣(⁣٦)، فهي كلها (لدرهم) واحد إذا فسر به قبل، ولا يقبل تفسيره بدونه، ووجهه في «كذا درهم» ظاهر، وهو أنه كناية عن الدرهم بكذا ثم بينه به، وفي «كذا كذا» يحمل على أنه أراد


(١) لفظ هامش شرح الأزهار (٨/ ٤٢٩): ولو مما لا يثبت في الذمة إلا نادراً.

(٢) كذا في المخطوطات.

(٣) كذا في المخطوطات.

(٤) صوابه: بجر درهم بالإضافة.

(٥) كذا في المخطوطات.

(٦) في المخطوطات: فالألفاظ ثلاثة: كذا درهم ولهم كذا كذا درهم، وما أثبتناه الصواب.