تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(كتاب الوكالة)

صفحة 88 - الجزء 6

(كتاب الوكالة)

  بفتح الواو وكسرها، حكاه في الصحاح، اشتقاقها ....... (⁣١). معناها الحفظ، ومنه: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ١٧٣}⁣[آل عمران] {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ٥٥}⁣[يوسف] فقد استعمل كلاً من اللفظين مقام الآخر⁣(⁣٢). [و] تطلق على الاعتماد لشخص في التصرف في المال وغير المتصرف⁣(⁣٣) من قبض دين ونحوه. وعند إطلاقها كـ «وكلتك في مالي» ينصرف إلى الحفظ لا التصرف إلا لقرينة، كخلصني من الدين.

  وحقيقتها اصطلاحاً: إقامة الغير مقام النفس في بعض الأمور في الحياة؛ لتخرج الوصية وما لا يصح التوكيل فيه.

  أصلها من كتاب الله: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ٥٥}⁣[يوسف]، {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي}⁣[يوسف ٩٣]، وقوله: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ}⁣[الكهف ١٩] فهذا كله توكيل.

  وأما من السنة فقد روي عنه ÷ أنه وكل عِروة البارقي - بكسر العين المهملة - أعطاه ديناراً ليشتري به شاة، فاشترى به شاتين وباع إحدى الشاتين بدينار، وجاء إلى رسول الله ÷ بدينار وشاة، فدعا له النبي ÷ بالبركة؛ فكان لو اشترى التراب لربح فيه. وأيضاً روي أنه ÷ وكل حكيم بن حزم يشتري له شاة بدينار، فاشترى له شاة بدينار وباعها بدينارين واشترى بأحدهما شاة ورجع إلى رسول الله ÷ بدينار وشاة، فأمره النبي ÷ أن يتصدق بالدينار وضحى بالشاة. وروي أن أمير المؤمنين كرم الله وجهه وكل عقيل بن أبي طالب في خصام.


(١) بياض في المخطوطات.

(٢) كذا في المخطوطات.

(٣) كذا في المخطوطات. ولعلها: التصرف.