تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب النجاسات)

صفحة 38 - الجزء 1

  من أعماق البدن، فإن لم يكن طريًّا بأن يكون قد سبق الماءَ دم أو نحوه ولم يغسل المحل بعده، أو قد مضى على الجرح يوم أو ليلة - فنجس كالدم.

  (وما كره أكله) من الحيوانات (كره بوله) وزبله ولبنه وجلده، وذلك (كالأرنب) والقنفذ⁣(⁣١) والضب⁣(⁣٢)، ولعل الوبر⁣(⁣٣) واليربوع⁣(⁣٤) منها.

  والضب: هو الورل، وهو دويبة لطيفة، من خصائصه أن له ذكرين في أصل واحد، وأنه يعيش سبعمائة سنة، ويكتفي بالنسيم⁣(⁣٥)، ولا يشرب الماء، ويبول في أربعين يوماً [قطرة] ولا يسقط له سن، فسبحان الخلاق العليم!.

  فائدة: والحيوانات على أربعة أقسام:

  الأول: طاهر مطلقاً في الحياة وبعد الموت، وهو ما لا دم له سائل، وكذا السمك مطلقاً، يعني: ولو حرم أكله كالطافي.

  الثاني: نجس مطلقاً حياً وميتاً، وهو الكلب والخنزير والكافر.

  الثالث: طاهر في حياته، إلا دمه السائل وما انفصل منه مما تحله الحياة كما مر، وزبل ما جل منه إذا بقي فيه أثر الجل، وهو كل ما يؤكل لحمه، وكذا بعد تذكيته⁣(⁣٦)، وإن لم يذك فنجس. وما كره أكله كره بوله وزبله ولبنه وجلده، كالذي مر ذكره.

  فَرْعٌ: وإذا أنتن المأكول الطاهر لم ينجس وحرم أكله؛ لأنه قد صار مستخبثاً،


(١) حيوان له شوك في جلده غزير. شرح.

(٢) الضَّبُّ: دُوَيْبَّة مِنَ الْحَشَرَاتِ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ يُشْبِهُ الوَرَلَ؛ وَالْجَمْعُ أَضُبٌّ مِثْلُ كَفٍّ وأَكُفٍّ، وضِبابٌ وضُبَّانٌ. وذَنَبُ الضَّبِّ ذُو عُقَد، وأَطولُه يَكُونُ قَدْرَ شِبْر. والضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَب، خَشِنُه، مُفَقَّرُه، ولونُه إِلى الصُّحْمَةِ، وَهِيَ غُبْرَة مُشْرَبةٌ سَوَادًا؛ وإِذا سَمِنَ اصفَرَّ صَدْرُه، وَلَا يأْكل إِلَّا الجَنادِبَ والدَّبى والعُشْبَ، وَلَا يَأْكُلُ الهَوامَّ. (من لسان العرب باختصار).

(٣) حيوان من ذوات الحوافر في حجم الأرنب أطحل اللون - أَي: بَين الغبرة والسواد - قصير الذَّنب يُحَرك فكه السفلي كأنه يجتر ويكثر فِي لبنان والأنثى وبرة. (المعجم الوسيط).

(٤) اليربوع: دويبة نحو الفأرة، لكن ذنبه وأذناه أطول منها، ورجلاه أطول من يديه، عكس الزرافة. (القاموس الفقهي).

(٥) أي: بالريح.

(٦) فإنه طاهر.