تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): [في تفسير الحرز]

صفحة 307 - الجزء 6

(فصل): [في تفسير الحرز]

  (والحرز ما وضع لمنع الداخل والخارج) من بناء أو خشب أو بيت شعر أو سعف نخل أو نحو ذلك مما هو مانع للدخول والخروج (إلا بحرج) في الدخول والخروج، فما كان كذلك كان حرزاً لكل شيء يوضع فيه من ذهب وغيره ولو كان في أسفل البيت، فهذا يخالف ما يعتبر في حفظ الوديعة من أنه لا بد أن يحفظ كل شيء في موضع يليق به، فتأمل.

  (ومنه) يعني: من الحرز أشياء، من ذلك: (الجرن) وهو ما يوضع فيه الحب للدياس (و) كذا (المربد) وهو موضع الإبل (و) كذا (المراح) وهو ما تأوي إليه الإبل أو البقر أو الغنم في الليل، فهذه الثلاثة الأشياء حرز لما يوضع فيها إذا كانت (محصنات) بحيث يمنع الداخل والخارج إلا بحرج، (و) من الحرز أيضاً (بيت غير ذي باب) رأساً أو فيه باب مفتوح فإنه حرز إذا كان (فيه مالكه) أو حافظ غير المالك ولو كلباً، وسواء كان الحافظ منتبهاً أم لا، وسواء كان واقفاً على الباب أم في أعلى البيت، فإن لم يكن فيه حافظ فليس بحرز فلا يقطع من سرق منه، وأما البيت الذي فيه باب فهو حرز وإن لم يكن فيه حافظ، ولا بد مع الباب⁣(⁣١) أن يغلق بمنسجه - وهي المغلقة - أو غيرها من داخل أو خارج.

  فَرْعٌ: وأما الحافظ للبيت أو الحانوت كالحارس ونحوه فإن كان المكان الذي يحفظه غير محرز منه، كأن يكون باب الحانوت مفتوحاً أو غير مغلق بالمنسجة فهو لا يكون هاتكاً للحرز فلا يقطع لو سرق منه، وإن كان محرزاً منه كما يعتاد في أسواق ديارنا من إغلاق الدكاكين بالليل بالمناسج فهو يقطع لو سرق منه، إلا أن ينسى صاحب الدكان إغلاقه بالمنسجة فلا قطع.

  (و) من ذلك: (المدفن المعتاد) عمقه الذي يوضع من التراب فوق القفطة وقربه من البلد، فإذا كان كذلك فهو حرز لما يوضع فيه من أي مال من حب أو


(١) لفظ هامش شرح الأزهار (٩/ ١٥٣): ويعتبر أن يغلق الباب بمنسجة ... إلخ.