(باب حد السارق)
  وأما ما يكون في خزائن المساجد المغلقات بالمناسج وهو(١) إلى داخل المسجد من المصاحف فلعلها حرز لما فيها مطلقاً، إلا لمن أذن له بالأخذ منها، فتأمل.
  وقد نبه الإمام ¦ على أمور (لا) تكون حرزاً لما يوضع فيها:
  الأول: (الكم) فإنه ليس بحرز لما يوضع فيه وإن ربط ما فيه(٢) بعصاب، وسواء كان الربط إلى خارجه بحيث لو فك لانتثر ما فيه إلى خارج، أو إلى داخل بحيث لو فك الربط لانتثر إلى داخل الكم. ومثله الجيب سواء كان إلى داخل أم إلى خارج، وكذا العمامة أيضاً.
  (و) الثاني: (الجوالق) بفتح اللام وكسرها(٣) وجيم قبلها مفتوحة، وهي: الغرائر في لغتنا، فإنها ليست بحرز لما يوضع فيها من الأمتعة وإن خيط عليها أو ربط، وسواء كانت وحدها أو عندها مالكها. ومثلها الصناديق والأكياس؛ لأن هذه الأشياء تحرز في نفسها.
  (و) الثالث: (الخيم السماوية) وهي التي تكون مظلة(٤) في الهواء فقط ولا جوانب لها، أو لها جوانب لا تمنع الداخل والخارج، بل يدخل إليها من جوانبها بسهولة، فإنها ليست بحرز وإن كان فيها صاحبها، يعني: حافظ.
  (و) الرابع: (الأمكنة المغصوبة) ما عدا القبر فهو حرز للكفن المعتاد شرعاً ولو كان مغصوباً.
  نعم، فما كان من البيوت مغصوباً فإنه لا يكون حرزاً لما يوضع فيه، وكذا لو كانت العرصة مملوكة والأخشاب والأحجار مغصوبات فإنه لا يكون حرزاً، إلا أن المكان المغصوب وكذا ما أحجاره وأخشابه(٥) مغصوبة يكون حرزاً لمالكه
(١) كذا في المخطوطات.
(٢) كذا في المخطوطات.
(٣) في القاموس: الجِوالق بكسر الجيم واللام، وبضم الجيم وفتح اللام وكسرها: وعاء، الجمع جَوالق كصحائف.
(٤) في (ب): مظللة.
(٥) كذا في المخطوطات.