تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في حكم الصلح وما يتعلق به

صفحة 621 - الجزء 6

  طلبوا استرجاعه إليهم فنتركه لهم ليأخذوه (لا) أنا نرده إليهم (مباشرة) بأن نقبضه على وجه لا يمكن أن يفر من أيدينا حتى نسلمه إلى أيديهم فذلك لا يجوز، والله أعلم.

  (أو) وقع الصلح (على بذل رهائن) وثيقة منهم لنا من أموالهم أو أنفسهم يضعون ذلك عند المسلمين على أنهم يفون بما عقد الصلح عليه في مدة المهادنة (أو) وقع الصلح على بذل (مال) معلوم (منا) لهم لضعف المسلمين إن رأى الإمام في ذلك صلاحاً، وذلك كما هَمَّ [به] النبي ÷ من صلح الأحزاب يوم الخندق، قال في الشفاء: وذلك أن الأحزاب لما أحاطوا بالمسلمين وحاصروهم واشتد الأمر على المسلمين كما حكى الله ø: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ..} إلى آخر الآية [الأحزاب ١٠]؛ لأنه نجم نفاق⁣(⁣١) المنافقين، قال الله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ...} إلى قوله تعالى: {وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً ١٣}⁣[الأحزاب]؛ فلما رأى ذلك النبي ÷ صالح المشركين على ثلث ثمار المدينة وينصرفون، فأمر بكتابة الصحيفة بعد أن رضي المشركون بذلك، ثم شاور السعود بعد كتابتها، وهم: سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وأسعد بن زرارة⁣(⁣٢)، فقالوا: هذا شيء أمرك الله به فنسلم لأمر الله، وإن كان شيئاً نتبع فيه هواك فرأينا تبع لرأيك وهواك، وإن كان هذا الأمر لا بأمر الله ولا بهواك فقد كنا كهم⁣(⁣٣) ولا يقبضون⁣(⁣٤) منا تمرة ولا بسرة في الجاهلية إلا بشراء أو قِرَى، فكيف وقد أعزنا الله تعالى بالإسلام؟ ثم تناولوا الصحيفة ومزقوها.


(١) في المخطوطات: تجشم المنافقون. وفي هامش شرح الأزهار طبعة غمضان: يحسم. والمثبت من الشفاء (٣/ ٤٧٠) وهامش شرح الأزهار طبعة مكتبة أهل البيت (٩/ ٥٧٠).

(٢) في المخطوطات: وسعد بن أبي زرارة. والمثبت من الشفاء وهامش شرح الأزهار.

(٣) في المخطوطات وهامش شرح الأزهار طبعة غمضان: فقد كفاكهم الله. والمثبت من الشفاء وهامش شرح الأزهار طبعة مكتبة أهل البيت.

(٤) في الشفاء وهامش شرح الأزهار: يصيبون.