(باب صفة الصلاة) يعني ماهيتها
  واواً وألفًا وياء. ويستحب أن يكون الصوت في القراءة متوسطاً، فلا يشق حلقه برفعه، ولا يخفضه بحيث لا يظهر جرس الحرف(١)، كما قال تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}[الإسراء: ١١٠] الآية. وأجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها. وتكره القراءة بالألحان؛ لخروجها عما جاء به القرآن من الخشوع والتفهم.
  فائدة: وأذكار الصلاة تنقسم إلى: مجهور بها بكل حال، وذلك كالتكبير والتسليم والتسميع والتحميد والقنوت؛ والجهر بالتكبير ونحوه واجب في حق الإمام، وذلك بعد الدخول في الصلاة؛ ليسمع المؤتمون، وهو يجب عليه الجهر حتى يسمع أهل الصف الأول، وعليهم أن يسمعوا أهل الصف الثاني، وكذلك التسليم، فيجب على الإمام الجهر بذلك حيث لا يعرف المؤتمون القيام والقعود إلا به(٢)، فلو أسر بها الإمام صحت صلاته وإن كان تاركاً لواجب.
  وإلى مخافت به بكل حال في السرية والجهرية، وذلك التشهد والتسبيح.
  ومختلف حاله، كالقراءة، فيجهر بها في الجهرية، ويسر بها في السرية.
  الفرض الخامس ذكره الإمام ¦ بقوله: (ثم ركوع) وهو أن ينحني حتى يمكنه أن يقبض براحتيه على ركبتيه(٣)، وما زاد كره، وإن كان ظهره منحنياً زاد في انحنائه(٤) عند الركوع. والركوع ثابت وجوبه بالإجماع؛ لقوله تعالى: {ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا}[الحج ٧٧] وهو لا يجزئ الركوع إلا إذا كان (بعد اعتدال) يعني: قيامًا قبله، فلو ركع قبل أن يقوم قبله لم يصح ركوعه، وأقل القيام قدر تسبيحة.
  (ثم) بعد الركوع الفرض السادس، وهو: (اعتدال) بعد ذلك الركوع حتى يستوي قائماً. والطمأنينة في الأركان واجبة؛ ولذا قال ¦: ولا تجزئ هذه الثلاثة
(١) في (ج): «فرض الحروف». والمثبت حاشية في الشرح.
(٢) والمختار أنه لا يجب ولو لم يعرفوه. (é). من هامش شرح الأزهار.
(٣) سيأتي ذلك للؤلف: «فلا يجزي أقل من ذلك فيهما».
(٤) وجوبًا. (é). (شرح).