تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب صفة الصلاة) يعني ماهيتها

صفحة 453 - الجزء 1

  كان يسبح في الآخرتين، يقول: «سبحان الله ... إلخ» يقولها ثلاثاً، ثم يركع، وعلى ذلك رأينا مشائخ آل محمد ÷(⁣١)، وكذلك سمعنا عمن لم نرَ منهم، ولسنا نضيق على من قرأ فيهما بـ «الحمد لله رب العالمين».

  (و) الثامن: (تكبير النقل) وسمي بذلك إذ هو عند الانتقال من ركن إلى ركن، فلو تركه سجد للسهو، روي⁣(⁣٢) عنه ÷ أنه كان يكبر في كل رفع وخفض، وكذلك أمير المؤمنين #، وروي عن عكرمة قال: صليت خلف شيخ في مكة فكبر اثنتين وعشرين تكبيرة! فأتيت ابن عباس فقلت له: إني صليت خلف شيخ أحمق فكبر اثنتين وعشرين تكبيرة، فقال: ثكلتك أمك! تلك صلاة أبي القاسم ÷؛ ويجب⁣(⁣٣) على الإمام أن يجهر به ليعلم المؤتمين بقيامه وقعوده وسائر الأركان ليتابعوه في ذلك، وكذا بالتسليم، فإن ترك الجهر بذلك أثم⁣(⁣٤) ولا تبطل صلاته، وقد مر. وإذا كانت الصلاة من قعود وقعد المصلي للتشهد الأوسط فإنه لا يسقط تكبير النقل الذي بعد التشهد، فيكبر قاعداً عقيب التشهد، وإلا سجد للسهو.

  (و) التاسع: (تسبيح الركوع والسجود) وصفته في الركوع: «سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيْمِ وَبِحَمْدِه» وفي السجود: «سُبْحَانَ اللهِ الْأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ». ومعنى «سبحان الله»: أنزهه عن كل صفة نقص في ذات أو فعل. ومعنى «العظيم»: الذي لا ينتهى في جميع محامده إلى حد. ومعنى «وبحمده» يعني: تسبيح⁣(⁣٥) الله لنعمته، فأقام الذي يلزم النعمة مقامها، أو يقال: مصحوبًا بحمده، على جعل «الباء» للمصاحبة، والمعنى: أنزهه تنزيهاً مصحوباً بالحمد له على نعمه.


(١) في (ج): «صلى الله عليه وعليهم».

(٢) في (ج): «وروي».

(٣) في (ب): «فيجب».

(٤) عليه في الشرح حاشية ما لفظها: والمختار أنه لا يجب ولو لم يعرفوه. (é).

(٥) في حاشية في الشرح: أسبح.