(باب صفة الصلاة) يعني ماهيتها
  اللهِ، وَبِاللهِ، والْحَمْدُ للهِ، والْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى(١) كُلُّهَا للهِ، أَشْهَدُ ألَّا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه»، ويجب أن يضم «اللام» من قوله: «كلُّها»، فإن فتحها أو جرّها فسدت صلاته مع العمد(٢)؛ لأنه جمع بين لفظتين متباينتين عمداً، ففتحُ اللامِ من قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}[البقرة: ٣١]، والجرُ من قوله تعالى: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا}[القمر: ٤٢].
  والمشروع في التشهد الأوسط التخفيف، روي عنه ÷ أنه كان إذا قعد له كأنه يقعد على الرَّضْف، والرضف بالراء المهملة والضاد المعجمة ساكنة والفاء، وهي: الحجارة الحارة.
  (و) الثاني عشر: (طرفا) التشهد (الأخير) ويعني بذلك: أوله وآخره، أما أوله فذلك التشهد الأوسط، ويدخل في التشهد الأوسط الواجب، وذلك الشهادتان، ثم يأتي بعده بالصلاة على النبي وآله ÷، وذلك الواجب أيضاً، ثم يأتي بقوله: «وبارك على محمد ... إلخ»، ويندب أن يضم(٣) إلى ذلك «التحيات لله ... إلخ»، فيكون صفة التشهد الأخير بواجبهِ ومندوبهِ مع المسنون: «بِسْمِ اللهِ، وَبِاللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَالْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى كُلُّهَا للهِ، التَّحِيَّاتُ للهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ، أَشْهَدُ ألَّا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه، الّلهُمّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ، وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيْمَ، إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ» فالتشهد الأوسط ما عدا الشهادتين، ومن قوله: «وبارك ... إلخ» - سنة، والإتيان بقوله: «التحيات لله إلى الشهادتين» مندوب، وليس بمسنون، حتى إنه لا يسجد للسهو لو لم يأت به(٤) وقد أتى بـ «بسم الله ... إلخ»، فالمراد الجمع بينهما مندوب، لا أحدهما فمسنون. والشهادتان والصلاة على النبي
(١) فلو زاد: «التحيات لله والصلوات والطيبات» سجد للسهو، عمدًا أو سهوًا. (é). (شرح).
(٢) ومع السهو لا يفسد، ويسجد للسهو. (شرح).
(٣) في (ج): «يضيف».
(٤) في (ج): «بها».