(باب صفة الصلاة) يعني ماهيتها
  وكالأنين التأوه في أنه يفسد الصلاة إذا كان فيه ثلاثة حروف، نحو «أوه»، وكذا حرفان؛ إذ ذلك أقل الكلام، ألا ترى إلى قوله:
  آه من جمرة على كبدي ... أذوب من حرها وأتقد
  مَسْألَة: والبكاء يفسدها إذا كان فيه صوت بحرفين فصاعدًا، يعني: إذا كان بنشيج وصياح وتأوه؛ لأنه يصير كلاماً منتظماً من حرفين فصاعدًا، والكلام مفسد للصلاة، وإن لم يكن فيه إلا عبرة وسيلان الدموع فهو كالتبسم: إن منع القراءة تحقيقاً أو تقديراً أفسد الصلاة، وإن لم يشغل عن القراءة لم يفسد؛ لقوله تعالى: {خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ٥٨}[مريم].
  (و) الخامس مما ألحق بالكلام المفسد: أن يقع (لحن) من المصلي في قراءته أو شيء من أذكار الصلاة بعد تكبيرة الإحرام(١)، وسواء كان عمداً أو سهواً فيما لا يوجد له مثل، فتفسد به الصلاة مطلقاً، وإلا فسيأتي قريباً إن شاء الله تعالى.
  نعم، واللحن هو تغيير الكلام عن حد قانونه العربي إما بزيادة أو نقصان أو تعكيس أو إبدال. أما الزيادة فكأن يزيد «حاء» بعد «اللام» من {الضَّالِّينَ} فيقول: «الضالحين»، ونحو ذلك.
  وأما النقصان فكأن ينقص «النون» من «{صِرَاطَ الَّذِينَ} فيقول: «صراط الذي»، ونحو ذلك.
  وأما التعكيس فنحو أن يقول: «رب العالمين الحمد لله»، أو نحو ذلك.
  وأما الإبدال فكأن يبدل «الغين» عيناً في {الْمَغْضُوبِ}، و «الحاء» خاء في {الْحَمْدُ لِلَّهِ}، ومن ذلك أن يبدل «الضاد» ظاءً أو العكس فإنها تفسد به الصلاة. والإبدال سواء كان في الحروف أو في الحركات فإنه يفسد.
  ومن ذلك وصل المقطوع، فلو وصل همزة {أَلْهَاكُمْ} أو نحو ذلك فإنها تفسد
(١) أو فيها. (é). (شرح).