تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في بيان ما ينجس وما لا ينجس

صفحة 55 - الجزء 1

(باب المياه)

  قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}⁣[الأنفال: ١١] وقال ÷ في البحر: «هو الطهور ماؤه، والحل ميتته»

  فائدة: يقال للماء: قراح، ونقاخ، ومطلق، وخالص، ومعين - وهو الطاهر العذب - وصاف، وأجاج، ونظيف، ومعنى الكل واحد في مرجعه وإن تفاوتت بعض الصفات، وهو⁣(⁣١) ما ينزل من السماء من ماء⁣(⁣٢) أو بَرَد وثلج، أو ينبع من الأرض، كالبحار والآبار والأنهار؛ ومن المياه النابعُ من بين أصابعه ÷.

(فصل): في بيان ما ينجس وما لا ينجس

  اعلم أنه (إنما ينجس منها) يعني: من المياه (مجاورا النجاسة) الجامدة أو ذات اللون، لا المائعة التي لا لون لها فلا مجاورة في ذلك، فإذا كانت كذلك جامدة أو ذات لون كان المجاوران لها متنجسين، وذلك المجاور الأول - وهو المتصل بالنجاسة - والمجاور الثاني، وهو الملاصق للأول، ولا تقدير في المجاور الأول بأنه جوهر أو جسم أو غير ذلك، بل العبرة في ذلك بظن المسْتَعْمِل، فكلٌّ موكول إلى ظنه، فما غلب على الظن من أنه المتصل بالنجاسة فهو المجاور الأول، وما غلب على الظن أنه متصل بالأول فهو المجاور الثاني؛ فيكونان متنجسين في الماء الكثير ولو لم يتغير بالنجاسة.

  (و) الثاني مما ينجس من المياه: (ما غيرته) النجاسة، بأن أظهرت فيه ريحًا أو لونًا أو طعمًا؛ فيصير بذلك متنجسًا (مطلقاً) سواء كان قليلاً أم كثيراً، لكنه إذا زال التغير بعدُ بغير ساتر طهر وعاد إلى أصله إذا كان كثيراً، لا إن كان قليلاً فقد⁣(⁣٣) صار بتغيير النجاسة له متنجسًا وإن زال ذلك التغير بعدُ، فلا يعود إلى أصله من التطهير والحكم بالطهارة له.


(١) في (ب): «وأما».

(٢) مطر. صح شرح.

(٣) في المخطوط: بعد، ولعل المثبت الصواب.