(باب: و) صلاة (الجماعة)
  «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها» [قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟](١) قال: «يسدون الخلل، ويقيمون الصفوف، ويلصقون الكعاب بالكعاب(٢)»، فمن تقدم من أهل الصف أو تأخر كان كالمنفرد على التفصيل المتقدم.
  مَسْألَة: إذا صلى الإمام في سفينة والمؤتمون أو بعضهم في سفينة أخرى صح ذلك مهما كان بينهم القدر المعتبر من البعد بين المؤتمين والإمام، ولا يضر كون الماء حائلاً، والعبرة بالانتهاء، فإذا تحركت السفينة حتى بعد الإمام عنهم فمن عزل صلاته وأتمها فرادى صحت، ومن لم يعزل بطلت صلاته [بفعل بعض أركان الصلاة](٣) باختلال شرط الجماعة، وهو القرب من الإمام ذلك القدر والله أعلم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، آمين.
  (و) اعلم أنه إذا اتفق في صلاة الجماعة رجال وخناثى ونساء، وصبيان كل منهم، فإنه (يقدم) في صفوف الجماعة صف (الرجال(٤)) البالغين، (ثم) بعدهم صف (الخناثى) حيث لم يتميزون إلى رجال ولا إلى النساء، ولا يقال: إنه يجوّز أن بعضهم ذكور وبعضهم إناث؛ إذ هذا موضع ضرورة، وذلك إدراك صلاة الجماعة. ولا يتلاصق الخناثى بينهم(٥).
  (ثم) بعد صف الخناثى صف (النساء. و) إذا اتفق معهم صبيانهم فإنه (يلي كلاً) من الرجال والخناثى والنساء (صبيانه) فيلِي الرجال الأولاد الذكور، وبعدهم الخناثى وأولادهم الصغار منهم، يعني: الخناثى أيضاً، وبعدهم النساء، وبعدهن الصغار من النساء. وهذا الترتيب في الصبيان مسنون، وفي الكبار واجب. ومبنى هذا
(١) ما بين المعقوفين من البستان.
(٢) في (ج): «الكتاف بالكتاف».
(٣) ما بين المعقوفين ساقط في (ج).
(٤) وجوبًا. (é). (شرح).
(٥) فإن تلاصقوا لم تفسد ويأثمون. (é). (من هامش شرح الأزهار).