تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب: وسجود السهو)

صفحة 614 - الجزء 1

  لطيفة: روي أن الكسائي ومحمد بن الحسن حضرا مجلس الرشيد، فقال الكسائي: العلوم كلها جنس يشبه بعضها بعضاً⁣(⁣١). فقال محمد: ليس بجنس واحد. فقال الكسائي: بلى. فقال محمد: فما تقول في رجل سها في سجوده لسهوه، هل يلزمه سجود أم لا؟ فقال الكسائي: لا سجود عليه. فقال محمد: ولِمَ؟ فقال الكسائي: لأن العرب لا تصغر المصغر⁣(⁣٢)، فكذا لا سهو لسهوه⁣(⁣٣). وقيل: السائل أبو يوسف. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، آمين.

  مَسْألَة: (ويستحب) للمكلف (سجود) عند أمور سيأتي ذكرها، وذلك في غير وقت كراهة، وإن تعذر السجود فإنه يومئ له من قعود، ولا يعدل إلى الركوع.

  نعم، والسجدات سبع: سجدة صلاة، وسجدة سهو، وسجدة نذر، فيصح النذر بسجدة واحدة، وسجدة تطوع، يعني: لغير سبب، وسجدة خشوع واعتراف بالذنب، وسجدة شكر، [وسجدة تلاوة]⁣(⁣٤). روي عن أمير المؤمنين رضوان الله عليه أنه كان إذا سمع - يعني: بلغه - ما يسره [من الفتوح]⁣(⁣٥) كخبر وجود المخدج⁣(⁣٦) - وهو ذو الثدية - بين قتلى الخوارج خرَّ ساجداً لله تعالى، وقال: (والله لو أعلم شيئًا أفضل من ذلك لفعلته). وقد فعل مثل ذلك علي بن الحسين رضوان الله عليه حين جاء رسول المختار إلى المدينة برأس عمر بن سعد لعنه الله في مخلاة، فخر ساجداً لله، وقال: «الحمد لله الذي أراني على عدوي».

  وقد نظم بعضهم ما يشرع له السجود في قوله:

  سجود صلاة، ثم سهو، وشاكر ... ومستغفر، ثم التلاوة خامس


(١) في الشرح: يستمد بعضها من بعض.

(٢) في الشرح: الصغير.

(٣) في البستان وهامش شرح الأزهار: في السهو.

(٤) زيادة من حاشية في الشرح.

(٥) ساقط من (ج).

(٦) المخدج: الناقص اليد أو الخلق، من الخداج، وهو النقصان.