تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب: وسجود السهو)

صفحة 615 - الجزء 1

  وزيد لنذر موجب، وتطوع ... دراها⁣(⁣١) لبيب للعلوم ممارس

  وللسجدة لأحد هذه الأمور صفة، منها: أن يكون (بنيَّة) لما فعلت له من تلاوة أو شكر أو غيرهما (و) أيضاً (تكبيرة) تفتتح بها تلك السجدة، وتكون وهو قاعد فلا يشرع من قيام، ثم للنقل أيضاً تكبيرة، وهي عند أن يهوي للسجود، ولا تشرع عند الرفع منه، ولا تشرع الطمأنينة بعد تكبيرة الافتتاح كغيرها، و (لا) يشرع أيضاً (تسليم) بعدها، ولا تشهد ولا اعتدال، بل يفرغ منها عند رفع رأسه من السجود. والذكر حال السجود لأحدها هو ما يشرع في سجود الصلاة من التسبيح، وسيأتي أنه شرع في سجود التلاوة غير ذلك قريباً إن شاء الله تعالى.

  وقد ذكر الإمام ¦ من أسباب السجود هنا ثلاثة، ولو سجد للثلاثة الأسباب سجدة واحدة كفى كالغسل لأسباب، ويكفي لها تيمم واحد:

  الأول: أن يكون (شكراً) لله تعالى على نعمة، إما على حصولها أو عند ذكرها فأراد شكرها استحب السجود لذلك، وكذا لدفع بلية.

  ومن ذلك لو رأى فاجراً فسجد شكراً لله تعالى على عدم فعله مثله، ويستحب إظهار ذلك زجراً له، بخلاف من رأى عليلاً فإنه يسجد خفية⁣(⁣٢)؛ لئلا يجرح قلبه.

  (و) الثاني: أن يسجد (استغفاراً) من ذنب حصل منه وأراد التعرض لمغفرة الله له ذلك الذنب، فإن ذلك مستحب بالسجود.

  (و) الثالث: (لتلاوة الخمس عشرة آية) التي في كتاب الله العزيز، فقد ورد شرعية السجود عند تلاوتها [وذلك مستحب]⁣(⁣٣) وقد نظمت في قوله:

  وإن تتل في التنزيل فاسجد لأربع ... وعشر وفي «ص» خلاف تحصلا⁣(⁣٤)


(١) في الشرح: رواها.

(٢) وجوبًا° إذا كان يعلم، وكان مؤمنًا. (é). (شرح).

(٣) ساقط من (ب).

(٤) فالشافعي يقول: إنها سجدة شكر لا تلاوة. (شرح).