[ما يستحب لسائر الأفزاع]
  فإذا تابع الإمام فيما بقي مع عدم المذهب له أو جهله فهو يوافق بعض هذه الأقوال وتصح صلاته.
  وإذا استخلف الإمام من هو مسبوق ببعض الركوعات لم يصح، بل يستخلف غيره ممن هو من أول الصلاة، ولا يقال: إنه يجبر بعض ركوعات الركعتين ببعض ركوعات الركعة الأخرى؛ لأن التجبير لا يكون إلا فيما ترك سهواً، فتأمل.
  فائدة: قيل: إذا نزلت القمر في ست منازل كسفت، وهي: النطح، والجبهة، والزبانا، والنثرة، وسعد بلع، ومقدم الدلو. وكذا الشمس إذا نزلت في أحدها في ثمانية وعشرين وتسع وعشرين نادرًا، هذا في الشمس، والقمر في رابع عشر وخامس عشر نادرًا، وقد أجرى الله تعالى العادة بذلك، ويجوز خلافه فيهما، وينبغي حفظ هذه المنازل فقد يقع من بعض الباطنية تلبيس على الخلق بإخبارهم بكسوفهما قبل ذلك.
  نجوم كسوف الشمس والبدر ستة ... فسبحان من بالنيرات هدانا
  مقدمها ثم البطين ونثرة ... وسعد بلع زد(١) جبهة وزبانا
  ففي الشمس في ثامن وعشرين قبلها ... وتاسع وعشرين كذاك أتانا
  وللبدر رابع عشرة مع خمسها ... فحرصا عليها سائلًا لهدانا
  التمام للحقير تسهيلًا للحفظ وإن لم يوافق.
  وقد يروى في كسوفها - أعني: في سببه - أمور من الحيلولة أو انغماسها في بحر في الهواء أو غير ذلك، والله أعلم.
[ما يستحب لسائر الأفزاع]
  مَسْألَة: (و) يستحب أن يصلى (كذلك) يعني: كصلاة الكسوفين، وذلك (لسائر الأفزاع) العظيمة من جهة الله تعالى المخالفة للعادة؛ حيث استمرت أو ترددت، تكون الصلاة هذه ندبًا، وفي الكسوفين سنة مؤكدة، وذلك كالزلزلة والريح الشديدة
(١) في المخطوط: زدها.