تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): فيما يفعل من حضر عند المريض وما يشرع بعد موته، وما يتعلق بذلك

صفحة 71 - الجزء 2

  «من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة»، وهو يحمل على من تجنب الكبائر، أو كان كافراً فأسلم، أو انضاف إلى ذلك توبة بالقلب. وروي أن أمير المؤمنين عليًّا # كررها حال النزاع حتى مات.

  ويستحب للمريض ذكر الموت، وأن يتداوى، عنه ÷ «إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء»، وعنه ÷: «تداووا؛ فإنه ما من داء إلا وقد أنزل الله له دواء». ويستحب له أن يحب لقاء الله تعالى، عنه ÷: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه»، ويستحب له الصبر على الألم؛ لينال أجره {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠}.

  ويستحب للزائر أن يبشر المريض بالعافية إذا كانت ترجى له؛ لئلا يكذب، وأن يطيب نفسه برحمة الله وأنه من أهلها؛ ليحسن ظنه بالله تعالى ويحب لقاءه.

  ويستحب الثناء على المريض بمحاسن أعماله؛ ليحسن ظنه بالله أيضاً، وعنه ÷: «لا يموتن أحدكم إلا وهو حسن الظن بالله تعالى، فإن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء».

  ويستحب للزائر أيضاً أن يقول: «أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك» سبع مرات؛ لقوله ÷: «من قال ذلك سبع مرات عند مريض لم يحضر أجله عافاه الله من مرضه».

  مَسْألَة: (ويوجه المحتضر القبلة) والمحتضر: هو الذي قد حضرته ملائكة الموت، ويعرف ذلك بحضور علامات الموت، كأن لا يطبق بصره، فمتى صار كذلك فإنه يوجه إلى القبلة، وذلك ندب فقط، ويكون ذلك (مستلقياً) على ظهره وقدماه إلى القبلة؛ لفعل فاطمة بنت رسول الله ÷ بنفسها ذلك عند الموت.

  فَرْعٌ: (ومتى) عرف أنه قد (مات غمض) يعني: تطبق عيناه؛ ليكون على حالة جميلة، وقد فعله النبي ÷ في أبي سلمة (ولين) أيضاً بعد موته كل مفصل منه بالقبض والتغميز، ويكون ذلك (برفق) ويفعله أقرب الناس إليه، وهو يروى عن