تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في دفن الميت وما يتعلق بذلك

صفحة 133 - الجزء 2

  وفي الثالثة: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ٥٥}⁣[طه]. ولا يزاد على تراب القبر إلا إن احتيج إلى الزائد. وقوله: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ} يعني: من الأرض، ولعل المراد آدم #، وفي الكشاف: أن الملائكة تأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فتذره على النطفة فيخلق من التراب والنطفة، وذلك قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ}.

  فائدة: ويصح التوكيل في الحثو كما في كنس المسجد ونحر الأضحية، فافهم.

  (و) السابع: (رشه) يعني: رش القبر بالماء كما فعل النبي ÷ في قبر الحقيق، وذلك بعد استكمال وضع التراب عليه؛ ليكون ذلك أدعى لرصه من النبش. وترش حوله القبور أيضاً؛ لما روي عن أمير المؤمنين - كرم الله وجهه - أنه رش خمسة قبور حول قبر فاطمة &، ويروى سبعة. ويروى أنه ينفعه في الآخرة كما ينفعه في الدنيا، ولأن في صب الماء البارد عليه تفاؤلاً بالبرد والروح والراحة لعل الله يجعل في قبره روحًا وراحة، وهو يفهم من وضع النبي ÷ للجريد الأخضر على القبر، وهذا أصل وضع الشجر الأخضر على القبر⁣(⁣١)، ومنه أخذ نفع المؤمن بالتلاوة على قبره لكونه إذا نفعه الأخضر من الشجر لكونها تسبح حتى تجف فبالأولى تسبيح المؤمن أو قراءته القرآن، فافهم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، آمين.

  (و) الثامن: (تربيعه) يعني: تربيع القبر، وهو أن يكون له أربعة أركان؛ لتربيعه ÷ قبر ولده إبراهيم وعمه الحمزة.

  (و) التاسع: (رفعه) من الأرض بتراب أو أحجار أو حصى توضع عليه حتى يصير قدر ارتفاعه (شبراً)، وذلك لأن النبي ÷ رفع قبر ولده إبراهيم بيده ثم رش عليه الماء ثلاث مرات، يروى أن ولد النبي ÷ مات وهو ابن ستة عشر شهرًا. وقد يجب رفع القبر، وذلك حيث يؤدي تركه إلى استطراقه أو التباسه، ويجب [ترك رفعه] إذا خشي أخذ كفنه. وأما وضع حجرين على قبر المرأة وحجر على قبر


(١) في هامش شرح الأزهار: وهذا الحديث أصل في غرس الأشجار عند القبور.