تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب) قضاء الحاجة

صفحة 94 - الجزء 1

  كما أن التوراة لم تبطل حرمتها بنسخ الأحكام؛ دليله تعظيم النبي ÷ وقيامه لها حين أتي بها وهو على الكرسي.

  فائدة: وبيت المقدس في ناحية المغرب من شمال المستقبل من أهل اليمن. وهذا هو الْمُذَّهب عليه في حواشي شرح ابن مفتاح ¦، وهو المحفوظ عن المشائخ، فلا التفات إلى مَن قال: هو إلى ناحية المشرق من ذلك.

  (و) منها: استقبال (القمرين) وهما: الشمس والقمر، غُلِّب أحدهما على الآخر، فيكره استقبالهما، والمراد جرمهما، ولعل وجه الكراهة شرفهما بالقسم بهما فأشبها الكعبة. وهذا ما لم يكن ثَمَّت⁣(⁣١) حائل، كالعمران أو صخرة أو نحوها فيما عدا القبلتين، لا هما فمطلقاً كما مر قريباً. وهذا ما لم يكن عذر في الكل، فتأمل.

  ولا يكره استقبال ما عداهما من النجوم النيرة، وهي: الزهرة، والمشتري، والمريخ، وعطارد، والشِّعرى، وزحل، وكذا الآيات الباهرة كالبرق والصواعق ونحوها.

  (و) منها: (استدبارهما) يعني: القبلتين والقمرين، فهو مكروه حال قضاء الحاجة كالاستقبال. والاستقبال بالبول أشد كراهة من الاستدبار به، وبالغائط الاستدبار أشد، فإن اجتمعا فالاستقبال أشد في الكراهة.

  (و) منها: (إطالة القعود) حال قضاء الحاجة، وهذا هو الرابع عشر من المكروهات في قضاء الحاجة، فلا يطيل القعود لذلك، بل يقوم مبادراً موالياً، فقد روي أن فيه دواء من تسعة وتسعين داءً أدناها الجذام والبرص. وقد روي عن لقمان بن باعوراء: أنه يورث البيسار، وقيل: إنه كان مولى فخاطب مولاه فقال له: «إن طول الجلوس على الحاجة تبخع منه الكبد⁣(⁣٢)، ويورث البيسار، ويصعد الحرارة إلى الرأس، فاقعد هوينا وقم هوينا». وقيل: إنه مما يؤثر⁣(⁣٣) استرخاء المقعدة. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الأكرمين، آمين.


(١) في (ب): «ثم».

(٢) قوله: «تبخع منه الكبد» يعني: يهلكها، يقال: بخع نفسه، أي: أهلكها، وقيل: قتلها، قال تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ}⁣[الكهف ٦]، أي: قاتلها ومهلكها. (شفاء). (شرح).

(٣) في (ب): «يؤرث».