مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أيك

صفحة 99 - الجزء 1

  وقيل في جبرائيل وميكائيل: إنّ إيل اسم اللَّه تعالى⁣(⁣١)، وهذا لا يصح بحسب كلام العرب، لأنه كان يقتضي أن يضاف إليه فيجرّ إيل، فيقال:

  جبرإيل.

  وآل الشخص: شخصه المتردد. قال الشاعر:

  ٣٣ - ولم يبق إلَّا آل خيم منضّد⁣(⁣٢)

  والآل أيضا: الحال التي يؤول إليها أمره، قال الشاعر:

  ٣٤ - سأحمل نفسي على آلة ... فإمّا عليها وإمّا لها⁣(⁣٣)

  وقيل لما يبدو من السراب: آل، وذلك لشخص يبدو من حيث المنظر وإن كان كاذبا، أو لتردد هواء وتموّج فيكون من: آل يؤول.

  وآلَ اللبن يَؤُولُ: إذا خثر⁣(⁣٤)، كأنّه رجوع إلى نقصان، كقولهم في الشيء الناقص: راجع. التأويل من الأول، أي: الرجوع إلى الأصل، ومنه: المَوْئِلُ للموضع الذي يرجع إليه، وذلك هو ردّ الشيء إلى الغاية المرادة منه، علما كان أو فعلا، ففي العلم نحو: {وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَه إِلَّا الله والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}⁣[آل عمران: ٧]، وفي الفعل كقول الشاعر:

  ٣٥ - وللنّوى قبل يوم البين تأويل⁣(⁣٥)

  وقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَه يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُه}⁣[الأعراف: ٥٣] أي: بيانه الذي غايته المقصودة منه.

  وقوله تعالى: {ذلِكَ خَيْرٌ وأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}⁣[النساء: ٥٩] قيل: أحسن معنى وترجمة، وقيل: أحسن ثوابا في الآخرة.

  والأَوْلُ: السياسة التي تراعي مآلها، يقال:

  أُلْنَا وإِيلَ علينا⁣(⁣٦).


(١) قيل ذلك ولكنه اسم اللَّه في اللغة السريانية. وقد روي عن ابن عباس أنه قال: جبريل كقولك: عبد اللَّه، جبر: عبد، وإيل: اللَّه. وجاء مرفوعا فيما أخرجه الديلمي عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه : «اسم جبريل عبد اللَّه، وإسرافيل عبد الرحمن». راجع: الدر المنثور ١/ ٢٢٥، والعين ٨/ ٣٥٧.

(٢) العجز لزهير بن أبي سلمى من قصيدة له يمدح بها هرم بن سنان، وصدره:

أربّت بها الأرواح كلّ عشية

انظر: ديوانه ص ١٩.

(٣) الرجز في اللسان (أول) ١١/ ٣٩ بلا نسبة، وهو للخنساء في ديوانها ص ١٢١، والخصائص ٢/ ٢٧١.

(٤) انظر: اللسان ١١/ ٣٥.

(٥) العجز لعبدة بن الطبيب وأوله:

وللأحبّة أيّام تذكّرها

من قصيدته المفضلية وهو في المفضليات ص ١٣٦.

(٦) وهذا من كلام عمر بن الخطاب، وقاله زياد بن أبيه في خطبته أيضا. انظر نثر الدر ٢/ ٤٠، وأمثال أبي عبيد ص ١٠٦.