مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

حرس

صفحة 227 - الجزء 1

  وقرئ حرجا⁣(⁣١)، أي: ضيّقا بكفره، لأنّ الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن، وقيل: ضيّق بالإسلام كما قال تعالى: {خَتَمَ الله عَلى قُلُوبِهِمْ}⁣[البقرة: ٧]، وقوله تعالى: {فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْه}⁣[الأعراف: ٢]، قيل: هو نهي، وقيل: هو دعاء، وقيل: هو حكم منه، نحو: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}⁣[الشرح: ١]، والمُتَحَرِّج والمتحوّب: المتجنّب من الحرج والحوب.

حرد

  الحَرْد: المنع من حدّة وغضب، قال ø: {وغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ}⁣[القلم: ٢٥]، أي: على امتناع من أن يتناولوه قادرين على ذلك، ونزل فلان حريدا، أي ممتنعا من مخالطة القوم، وهو حريد المحل. وحَارَدَت السّنة: منعت قطرها، والناقة: منعت درّها، وحَرِدَ: غضب، وحَرَّدَه كذا، وبعير أحرد: في إحدى يديه حَرَدٌ⁣(⁣٢)، والحُرْدِيَّة: حظيرة من قصب.

حرس

  قال اللَّه تعالى: {فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً}⁣[الجن: ٨]، والحَرَس والحُرَّاس جمع حارس، وهو حافظ المكان، والحرز والحرس يتقاربان معنى تقاربهما لفظا، لكن الحرز يستعمل في الناضّ والأمتعة أكثر، والحرس يستعمل في الأمكنة أكثر، وقول الشاعر:

  ١٠٨ - فبقيت حرسا قبل مجرى داحس ... لو كان للنفس اللجوج خلود⁣(⁣٣)

  قيل: معناه: دهرا⁣(⁣٤)، فإن كان الحرس دلالته على الدّهر من هذا البيت فقط فلا يدلّ، فإنّ هذا يحتمل أن يكون مصدرا موضوعا موضع الحال، أي: بقيت حارسا، ويدلّ على معنى الدهر والمدّة لا من لفظ الحرس، بل من مقتضى الكلام.

  وأَحْرَسَ معناه: صار ذا حرس، كسائر هذا البناء المقتضي لهذا المعنى⁣(⁣٥)، وحَرِيسَة الجبل: ما يحرس في الجبل بالليل. قال أبو عبيد: الحريسة هي المحروسة⁣(⁣٦)، وقال: الحريسة: المسروقة، يقال:

  حَرَسَ يَحْرُسُ حَرْساً، وقدّر أنّ ذلك لفظ قد تصوّر من لفظ الحريسة، لأنه جاء عن العرب في معنى السرقة.

حرص

  الحِرْص: فرط الشّره، وفرط الإرادة. قال


(١) وهي قراءة نافع وأبي بكر وأبي جعفر. راجع الإتحاف ص ٢١٦.

(٢) في اللسان: وبعير أحرد: يخبط بيديه إذا مشى خلفه، وقيل: الحرد: أن ييبس عصب إحدى اليدين من العقال، وهو فصيل.

(٣) البيت للبيد، وهو في ديوانه ص ٤٦، واللسان (عمر).

(٤) قال ابن فارس: الحرس: الدهر، يقال منه: أحرس بالمكان: إذا أقام به حرسا. راجع: المجمل ١/ ٢٢٥.

(٥) وذلك أنّ صيغة «أفعل» من معانيها الصيرورة كما تقدم. ص ٨٢ حاشية ١.

(٦) انظر: غريب الحديث ٣/ ٩٩.