مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

لوح

صفحة 750 - الجزء 1

  {ويَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً}⁣[النبأ: ٤٠]، {يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}⁣[الفرقان: ٢٧]، وقول الشاعر:

  ٤١٤ - وليلة ذات دجى سريت ... ولم يلتني عن سراها ليت⁣(⁣١)

  معناه: لم يصرفني عنه قولي: ليته كان كذا.

  وأعرب «ليت» هاهنا فجعله اسما، كقول الآخر:

  ٤١٥ - إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء⁣(⁣٢)

  وقيل: معناه: لم يلتني عن هواها لَائِتٌ.

  أي: صارف، فوضع المصدر موضع اسم الفاعل.

لوح

  اللَّوْحُ: واحد أَلْوَاحِ السّفينة. قال تعالى: {وحَمَلْناه عَلى ذاتِ أَلْواحٍ ودُسُرٍ}⁣[القمر: ١٣] وما يكتب فيه من الخشب ونحوه، وقوله تعالى: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}⁣[البروج: ٢٢] فكيفيّته تخفى علينا إلا بقدر ما روي لنا في الأخبار، وهو المعبّر عنه بالكتاب في قوله: {إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ}⁣[الحج: ٧٠] واللُّوحُ: العَطَشُ، ودابّة مِلْوَاحٌ: سريع العطش، واللُّوحُ أيضا، بضمّ اللام: الهواء بين السماء والأرض، والأكثرون على فتح اللام إذا أريد به العطش، وبضمّه إذا كان بمعنى الهواء، ولا يجوز فيه غير الضّمّ. ولَوَّحَه الحرّ: غيّره، ولَاحَ الحرّ لَوْحاً: حصل في اللوح، وقيل: هو مثل لمح. ولَاحَ البرق، وأَلَاحَ: إذا أومض، وأَلَاحَ بسيفه: أشار به.

لوذ

  قال تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ الله الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً}⁣[النور: ٦٣] هو من قولهم: لَاوَذَ بكذا يُلَاوِذُ لِوَاذاً ومُلَاوَذَةً: إذا استتر به. أي:

  يستترون فيلتجئون بغيرهم فيمضون واحدا بعد واحد، ولو كان من: لَاذَ يَلُوذُ لقيل: لِيَاذاً إلَّا أنّ اللِّوَاذَ هو فعال من: لاوذ. واللِّيَاذُ من فعل، واللَّوْذُ: ما يطيف بالجبل منه.

لوط

  لُوطٌ: اسم علم، واشتقاقه من لَاطَ الشيء بقلبي يَلُوطُ لَوْطاً ولَيْطاً، وفي الحديث: «الولد أَلْوَطُ - أي: ألصق - بالكبد»⁣(⁣٣) وهذا أمر لا يَلْتَاطُ


(١) البيت لرؤبة بن العجاج، وهو في اللسان (ليت)، والمجمل ٣/ ٧٩٩.

(٢) هذا عجز بيت لأبي زبيد الطائي، وصدره:

ليت شعري وأين مني ليت

من أبيات له مطلعها:

ولقد متّ غير أني حيّ ... يوم بانت بودّها خنساء

وهو في ديوانه ص ٥٧٨، والجمهرة ١/ ١٢٢، ومجمع الأمثال ٢/ ٣٧١.

(٣) وهذا من حديث أبي بكر ¥، فقد قال: (إنّ عمر لأحبّ الناس إليّ، ثم قال: كيف قلت؟ قالت عائشة:

قلت: واللَّه، إنّ عمر أحبّ الناس إليّ، فقال: للهم أعزّ، والولد ألوط). انظر: الفائق ٣/ ٣٣٤، والنهاية ٤/ ٢٧٧.