وفاته:
  والظاهر أنه سجن، لأنه يقول: (خلوة عين)، أي: لم يعد يرى أحدا، لا خلوة قلب لأنّ قلبه مليء بالهموم والمشاغل، وقوله: (واضطرار) يؤكد ذلك.
  ويؤكَّد هذا عندي أنه ذكر في كتاب «مراتب العلوم» الذي صنّفه غالبا للوزير أبي العباس الضبّي، ما نصه: لكن طال تعجّبي في ذلك من الشيخ الفاضل حرسه اللَّه، لأمور رأيته منها طريفة: أحدها: إنكاره عليّ التفوه بلفظ (القوة)، اعتلالا بأنّ هذه اللفظة يستعملها ذوو الفلسفة، وأن أقول بدله: (القدرة)، كأنّه لم يعلم ما بينهما من الفرق في تعارف عوام الناس فضلا عن خواصهم.
  ثم ما كان من إبهاماته وتعريضاته، بل تصريحاته، تنفق منه على أشياعه وأتباعه بالوضع مني، والغضّ مني، وازدياده بعد المقال مقالا لما رأى مني في مجاوبته جملا ثقالا، ولم أكن أرى بأسا وضيرا في احتمال شيع شيخ كريم عليّ، بما لا يعود بمعاب في الحقيقة عليّ(١).
  وكلامه هذا يوحي بأنه اختلف مع الوزير، وأنّ أتباع الوزير آذوه، ولم يسكت هو له بل ردّ عليه، فلعلّ هذا أدى إلى سجنه. واللَّه أعلم.
وفاته:
  كما اختلف في اسم الراغب، وعقيدته، ومذهبه الفقهي، وعصره، كذلك اختلف في تاريخ وفاته:
  - فالسيوطي ذكر أنها في أوائل المائة الخامسة(١).
  - والذهبي - وقد ذكره في الطبقة الثانية والأربعين - قال: يسأل عنه في هذه إن شاء اللَّه تعالى(٢).
  وهذه الطبقة تبدأ وفياتها بسنة ٤٤٠ هـ وتنتهي في حدود سنة ٤٧٠ هـ.
  - وحاجي خليفة قال: وفاته سنة ٥٠٢ هـ(٣)، وتبعه في ذلك بروكلمان.
  - وصاحب هدية العارفين ذكر أنّ وفاته سنة ٥٠٠ هـ.
(١) مراتب العلوم (ورقة ٢).
(٢) انظر: الذريعة ص ١٦٦.
(٣) انظر: سير أعلام النبلاء ١٨/ ١٢٠.
(٤) انظر: كشف الظنون ١/ ٣٦.