مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عرب

صفحة 556 - الجزء 1

  العُذْرَةُ، فقيل: عَذَرْتُ الصّبيَّ: إذا طهّرته وأزلت عُذْرَتَه، وكذا عَذَرْتُ فلاناً: أزلت نجاسة ذنبه بالعفو عنه، كقولك: غفرت له، أي: سترت ذنبه، وسمّي جلدة البكارة عُذْرَةً تشبيها بِعُذْرَتِهَا التي هي القُلْفَةُ، فقيل: عَذَرْتُهَا، أي:

  افْتَضَضْتُهَا، وقيل للعارض في حلق الصّبيّ عُذْرَةً، فقيل: عُذِرَ الصّبيُّ إذا أصابه ذلك، قال الشاعر:

  ٣١٣ - غمز الطَّبيب نغانغ المَعْذُورِ⁣(⁣١)

  ويقال: اعْتَذَرَتِ المياه: انقطعت، واعْتَذَرَتِ المنازلُ: درست، على طريق التّشبيه بِالمُعْتَذِرِ الذي يندرس ذنبه لوضوح عُذْرِه، والعَاذِرَةُ قيل:

  المستحاضة⁣(⁣٢)، والعَذَوَّرُ: السّيّئُ الخُلُقِ اعتبارا بِالعَذِرَةِ، أي: النّجاسة، وأصل العَذِرَةِ: فناءُ الدّارِ، وسمّي ما يلقى فيه باسمها.

عرَّ

  قال تعالى: {أَطْعِمُوا الْقانِعَ والْمُعْتَرَّ}⁣[الحج: ٣٦]، وهو المعترض للسّؤال، يقال: عَرَّه يَعُرُّه، واعْتَرَرْتُ بك حاجتي، والعَرُّ والعُرُّ:

  الجرب الذي يَعُرُّ البدنَ. أي: يعترضه⁣(⁣٣)، ومنه قيل للمضرّة: مَعَرَّةٌ، تشبيها بالعُرِّ الذي هو الجرب.

  قال تعالى: {فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ}⁣[الفتح: ٢٥]. والعِرَارُ: حكايةُ حفيفِ الرّيحِ، ومنه: العِرَارُ لصوت الظَّليم حكاية لصوتها، وقد عَارَّ الظَّليم، والعَرْعَرُ: شجرٌ سمّي به لحكاية صوت حفيفها، وعَرْعَار: لُعبةٌ لهم حكاية لصوتها.

عرب

  العَرَبُ: وُلْدُ إسماعيلَ، والأَعْرَابُ جمعه في الأصل، وصار ذلك اسما لسكَّان البادية.

  {قالَتِ الأَعْرابُ آمَنَّا}⁣[الحجرات: ١٤]، {الأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً ونِفاقاً}⁣[التوبة: ٩٧]، {ومِنَ الأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالله والْيَوْمِ الآخِرِ}⁣[التوبة: ٩٩]، وقيل في جمع الأَعْرَابِ:

  أَعَارِيبُ، قال الشاعر:

  ٣١٤ - أَعَارِيبُ ذوو فخر بإفك ... وألسنة لطاف في المقال⁣(⁣٤)


(١) هذا عجز بيت لجرير، وشطره:

غمز ابن مرّة يا فرزدق كينها

وهو في ديوان ص ٨٨٥، والمجمل ٣/ ٦٥٥، والأضداد ص ٣٢٢، وتهذيب اللغة ٢/ ٣١٠. النغانغ: لحمات عند اللهوات.

(٢) قال ابن فارس: ويقال: إنّ العاذرة: المرأة المستحاضة، وفيه نظر، كأنهم أقاموا الفاعل مقام المفعول، لأنها تعذر في ترك الوضوء والاغتسال. انظر: المجمل ٣/ ٦٥٦.

(٣) انظر: المجمل ٣/ ٦١٢.

(٤) البيت في شرح الحماسة للتبريزي ٤/ ٤٤ دون نسبة، وبعده:

رضوا بصفات ما عدموه جهلا ... وحسن القول من حسن الفعال

وشطره الأول في عمدة الحفاظ: عرب.