مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

حظ

صفحة 243 - الجزء 1

  مستعملها، وحطيم وزمزم: مكانان، والحُطَام: ما يتكسّر من اليبس، قال ø: {ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراه مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُه حُطاماً}⁣[الزمر: ٢١].

حظَّ

  الحَظُّ: النصيب المقدّر، وقد حَظِظْتُ وحُظِظْتُ فأنا مَحْظُوظ، وقيل في جمعه: أَحَاظَّ وأُحُظَّ، قال اللَّه تعالى: {فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِه}⁣[المائدة: ١٤]، وقال تعالى: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ}⁣[النساء: ١١].

حظر

  الحَظْرُ: جمع الشيء في حَظِيرَة، والمَحْظُور: الممنوع، والمُحْتَظِرُ: الذي يعمل الحظيرة. قال تعالى: {فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}⁣[القمر: ٣١]، وقد جاء فلان بالحَظِرِ الرّطب، أي: الكذب المستبشع⁣(⁣١).

حفَّ

  قال ø: {وتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}⁣[الزمر: ٧٥]، أي: مطيفين بِحَافَّتَيْه، أي: جانبيه، ومنه قول النبيّ عليه الصلاة والسلام: «تَحُفُّه الملائكة بأجنحتها»⁣(⁣٢).

  وقال الشاعر:

  ١١٧ - له لحظات في حَفَافِي سريره⁣(⁣٣)

  وجمعه: أَحِفَّة، وقال ø: {وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ}⁣[الكهف: ٣٢]، وفلان في حَفَفٍ من العيش، أي: في ضيق، كأنه حصل في حفف منه، أي: جانب، بخلاف من قيل فيه: هو في واسطة من العيش.

  ومنه قيل: من حَفَّنَا أو رفّنا فليقتصد⁣(⁣٤)، أي:

  من تفقد حفف عيشنا.

  وحَفِيفُ الشجر والجناح: صوتهما، فذلك حكاية صوتهما، والحَفُّ: آلة النساج، سمّي بذلك لما يسمع من حفّه، وهو صوت حركته.

حفد

  قال اللَّه تعالى: {وجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وحَفَدَةً}⁣[النحل: ٧٢]، جمع حَافِد، وهو المتحرّك المتبرّع بالخدمة، أقارب كانوا أو أجانب، قال المفسرون: هم الأسباط ونحوهم، وذلك أنّ خدمتهم أصدق، قال الشاعر:


(١) انظر: المجمل ١/ ٢٤٢، ومتخيّر الألفاظ ص ٥٩.

(٢) الحديث: «إنّ طالب العلم تحفّه الملائكة بأجنحتها». أخرجه أحمد ٤/ ٢٤٠ وإسناده جيد، والطبراني واللفظ له. وانظر الترغيب والترهيب ١/ ٥٤.

(٣) هذا شطر بيت، وعجزه:

إذا كرها فيها عقاب ونائل

وهو لابن هرمة. والبيت في الأغاني ١٠/ ٥، و ٥/ ١٧٢، وغرر الخصائص الواضحة ص ٢٤١.

(٤) قال الزمخشري: ومن المجاز: فلان يحفّنا ويرفّنا، أي: يضمنا ويؤوينا. انظر: أساس البلاغة ص ٨٩. وقال في اللسان: من حفّنا أو رفّنا فليقتصد، مثل، أي: من مدحنا فلا يغلونّ في ذلك ولكن ليتكلَّم بالحق منه. وانظر الأمثال لأبي عبيد ص ٤٥.