مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

متع

صفحة 757 - الجزء 1

كتاب الميم

متع

  الْمُتُوعُ: الامتداد والارتفاع. يقال: مَتَعَ النهار ومَتَعَ النّبات: إذا ارتفع في أول النّبات، والْمَتَاعُ: انتفاعٌ ممتدُّ الوقت، يقال: مَتَّعَه اللَّه بكذا، وأَمْتَعَه، وتَمَتَّعَ به. قال تعالى: {ومَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ}⁣[يونس: ٩٨]، {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا}⁣[لقمان: ٢٤]، {فَأُمَتِّعُه قَلِيلًا}⁣[البقرة: ١٢٦]، {سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ}⁣[هود: ٤٨].

  وكلّ موضع ذكر فيه «تمتّعوا» في الدّنيا فعلى طريق التّهديد، وذلك لما فيه من معنى التّوسّع، واسْتَمْتَعَ: طلب التّمتّع. {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ}⁣[الأنعام: ١٢٨]، {فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ}⁣[التوبة: ٦٩]، {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ}⁣[التوبة: ٦٩](⁣١) وقوله: {ولَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ومَتاعٌ إِلى حِينٍ}⁣[البقرة: ٣٦] تنبيها أنّ لكلّ إنسان في الدّنيا تَمَتُّعاً مدّة معلومة.

  وقوله: {قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ}⁣[النساء: ٧٧] تنبيها أن ذلك في جنب الآخرة غير معتدّ به، وعلى ذلك: {فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}⁣[التوبة: ٣٨] أي: في جنب الآخرة، وقال تعالى: {ومَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ}⁣[الرعد: ٢٦] ويقال لما ينتفع به في البيت: متاع. قال: {ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُه}⁣[الرعد: ١٧]. وكلّ ما ينتفع به على وجه ما فهو مَتَاعٌ ومُتْعَةٌ، وعلى هذا قوله: {ولَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ}⁣[يوسف: ٦٥] أي: طعامهم، فسمّاه مَتَاعاً، وقيل: وعاءهم، وكلاهما متاع، وهما متلازمان، فإنّ الطَّعام كان في الوعاء.

  وقوله تعالى: {ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}⁣[البقرة: ٢٤١] فَالْمَتَاعُ والمُتْعَةُ: ما يعطى


(١) الآية: {فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا}.