مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

غلف

صفحة 612 - الجزء 1

  {فَغُلِبُوا هُنالِكَ}⁣[الأعراف: ١١٩]، {أَفَهُمُ الْغالِبُونَ}⁣[الأنبياء: ٤٤]، {سَتُغْلَبُونَ وتُحْشَرُونَ}⁣[آل عمران: ١٢]، {ثُمَّ يُغْلَبُونَ}⁣[الأنفال: ٣٦]، وغَلَبَ عليه كذا أي: استولى.

  {غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا}⁣[المؤمنون: ١٠٦]، قيل: وأصل غَلَبَتْ أن تناول وتصيب غَلَبَ رقبته، والأَغْلَبُ: الغليظ الرّقبة، يقال: رجل أَغْلَبُ، وامرأة غَلْبَاءُ، وهضبة غَلْبَاءُ، كقولك: هضبة عنقاء ورقباء، أي: عظيمة العنق والرّقبة، والجمع: غُلْبٌ، قال {وحَدائِقَ غُلْباً}⁣[عبس: ٣٠].

غلظ

  الغِلْظَةُ ضدّ الرّقّة، ويقال: غِلْظَةٌ وغُلْظَةٌ، وأصله أن يستعمل في الأجسام لكن قد يستعار للمعاني كالكبير والكثير⁣(⁣١). قال تعالى: {ولْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}⁣[التوبة: ١٢٣]، أي:

  خشونة. وقال: {ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ}⁣[لقمان: ٢٤]، {مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ}⁣[هود: ٥٨]، و {جاهِدِ الْكُفَّارَ والْمُنافِقِينَ واغْلُظْ عَلَيْهِمْ}⁣[التوبة: ٧٣]، واسْتَغْلَظَ: تهيّأ لذلك، وقد يقال إذا غَلُظَ. قال: {فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِه}⁣[الفتح: ٢٩].

غلف

  قوله تعالى: {قُلُوبُنا غُلْفٌ}⁣[البقرة: ٨٨]، قيل: هو جمع أَغْلَفَ، كقولهم: سيف أَغْلَفُ.

  أي: هو في غِلَافٍ، ويكون ذلك كقوله: {وقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ}⁣[فصلت: ٥]، {فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا}⁣[ق: ٢٢]. وقيل: معناه قلوبنا أوعية للعلم⁣(⁣٢). وقيل: معناه قلوبنا مغطَّاة، وغلام أَغْلَفُ كناية عن الأقلف، والغُلْفَةُ كالقلفة، وغَلَّفْتُ السّيفَ، والقارورة، والرّحل، والسّرج:

  جعلت لها غِلَافاً، وغَلَّفْتُ لحيته بالحنّاء، وتَغَلَّفَ نحو تخضّب، وقيل: {قُلُوبُنا غُلْفٌ}⁣[البقرة: ٨٨]، هي جمع غِلَافٍ، والأصل: غُلُفٌ بضمّ اللام، وقد قرئ به⁣(⁣٣)، نحو: كتب، أي: هي أوعية للعلم تنبيها أنّا لا نحتاج أن نتعلَّم منك، فلنا غنية بما عندنا.

غلق

  الْغَلَقُ والْمِغْلَاقُ: ما يُغْلَقُ به، وقيل: ما يفتح به لكن إذا اعتبر بِالإِغْلَاقِ يقال له: مِغْلَقٌ ومِغْلَاقٌ، وإذا اعتبر بالفتح يقال له: مفتح ومفتاح، وأَغْلَقْتُ الباب، وغَلَّقْتُه على التّكثير، وذلك إذا أَغْلَقْتَ أبوابا كثيرة، أو أَغْلَقْتَ بابا واحدا مرارا، أو أحكمت إِغْلَاقَ باب، وعلى


(١) انظر: مادة (كبر).

(٢) انظر: الدر المنثور ١/ ٢١٤، وتفسير المشكل لمكي ص ٣١، ومعاني القرآن للزجاج ١/ ١٦٩.

(٣) وهي قراءة شاذة قرأ بها ابن عباس والأعرج وابن محيصن. انظر: البحر ١/ ٣٠١.