مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

إذا

صفحة 72 - الجزء 1

  قال تعالى: {لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ والأَذى}⁣[البقرة: ٢٦٤]، قوله تعالى: {فَآذُوهُما}⁣[النساء: ١٦] إشارة إلى الضرب، ونحو ذلك في سورة التوبة: {ومِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ويَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ}⁣[التوبة: ٦١]، {والَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ الله لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ}⁣[التوبة: ٦١]، و {لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى}⁣[الأحزاب: ٦٩]، {وأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا}⁣[الأنعام: ٣٤]، وقال: {لِمَ تُؤْذُونَنِي}⁣[الصف: ٥]، وقوله: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً}⁣[البقرة: ٢٢٢]، فسمّى ذلك أذىً باعتبار الشرع وباعتبار الطب على حسب ما يذكره أصحاب هذه الصناعة.

  يقال: آذَيْتُه أو أَذَيْتُه إِيذاءً وأذيّة وأذىً، ومنه:

  الآذيّ، وهو الموج المؤذي لركاب البحر.

إذا

  إذا يعبّر به عن كلّ زمان مستقبل، وقد يضمّن معنى الشرط فيجزم به، وذلك في الشعر أكثر، و «إذ» يعبر به عن الزمان الماضي، ولا يجازى به إلا إذا ضمّ إليه «ما» نحو:

  ١١ - إذ ما أتيت على الرّسول فقل له⁣(⁣١)

أرب

  الأرب: فرط الحاجة المقتضي للاحتيال في دفعه، فكلّ أربٍ حاجة، وليس كلّ حاجة أرباً، ثم يستعمل تارة في الحاجة المفردة، وتارة في الاحتيال وإن لم يكن حاجة، كقولهم: فلان ذو أربٍ، وأريب، أي: ذو احتيال، وقد أَرِبَ إلى كذا، أي: احتاج إليه حاجةً شديدة⁣(⁣٢)، وقد أَرِبَ إلى كذا أَرَباً وأُرْبَةً وإِرْبَةً ومَأْرَبَةً، قال تعالى: {ولِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى}⁣[طه: ١٨]، ولا أرب لي في كذا، أي: ليس بي شدة حاجة إليه، وقوله: {أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ}⁣[النور: ٣١] كناية عن الحاجة إلى النكاح، وهي الأُرْبَى⁣(⁣٣)، للداهية المقتضية للاحتيال، وتسمّى الأعضاء التي تشتد الحاجة إليها آراباً، الواحد:

  إِرْب، وذلك أنّ الأعضاء ضربان:

  - ضرب أوجد لحاجة الحيوان إليه، كاليد والرجل والعين.

  - وضرب للزينة، كالحاجب واللحية.

  ثم التي للحاجة ضربان:


(١) الشطر للصحابي العباس بن مرداس من قصيدة قالها في غزوة حنين يخاطب النبيّ ، وعجزه:

حقاً عليك إذا اطمأنّ المجلس

والبيت في شواهد سيبويه ١/ ٤٣٢، وشرح الأبيات لابن السيرافي ٢/ ٩٣، والمقتضب ٢/ ٤٦، والروض الأنف ٢/ ٢٩٨، وخزانة الأدب ٩/ ٢٩.

(٢) انظر: الأفعال ١/ ٧٣، واللسان (أرب) ١/ ٢٠٨.

(٣) انظر: المجمل ١/ ٩٤.