مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

حمى

صفحة 258 - الجزء 1

  وحَمَلَتِ المرأةُ: حَبِلَتْ، وكذا حملت الشّجرة، يقال: حَمْلٌ وأحمال، قال ø: {وأُولاتُ الأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}⁣[الطلاق: ٤]، {وما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى ولا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه}⁣[فصلت: ٤٧]، {حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِه}⁣[الأعراف: ١٨٩]، {حَمَلَتْه أُمُّه كُرْهاً ووَضَعَتْه كُرْهاً}⁣[الأحقاف: ١٥]، {وحَمْلُه وفِصالُه ثَلاثُونَ شَهْراً}⁣[الأحقاف: ١٥]، والأصل في ذلك الحِمْل على الظهر، فاستعير للحبل بدلالة قولهم: وسقت الناقة⁣(⁣١):

  إذا حملت. وأصل الوسق: الحمل المحمول على ظهر البعير. وقيل: الحَمُولَة لما يحمل عليه، كالقتوبة⁣(⁣٢) والرّكوبة، والحُمُولَة: لما يحمل، والحَمَل: للمحمول، وخصّ الضأن الصغير بذلك لكونه محمولا، لعجزه، أو لقربه من حمل أمّه إياه، وجمعه: أَحْمَال وحُمْلَان⁣(⁣٣)، وبها شبّه السّحاب، فقال ø: {فَالْحامِلاتِ وِقْراً}⁣[الذاريات: ٢]، والحَمِيل: السّحاب الكثير الماء، لكونه حاملا للماء⁣(⁣٤)، والحَمِيل: ما يحمله السيل، والغريب تشبيها بالسيل، والولد في البطن. والحَمِيل:

  الكفيل، لكونه حاملا للحق مع من عليه الحق، وميراث الحميل لمن لا يتحقق نسبه⁣(⁣٥)، و {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}⁣[المسد: ٤]، كناية عن النّمام، وقيل: فلان يحمل الحطب الرّطب⁣(⁣٦)، أي: ينمّ.

حمى

  الحَمْيُ: الحرارة المتولَّدة من الجواهر المحمية، كالنّار والشمس، ومن القوّة الحارة في البدن، قال تعالى: في عين حامية⁣(⁣٧)، أي: حارة، وقرئ: {حَمِئَةٍ}⁣(⁣٨)، وقال ø: {يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ}⁣[التوبة: ٣٥]، وحَمِيَ النهار⁣(⁣٩)، وأَحْمَيْتُ


(١) راجع: الأفعال ٤/ ٢٣٢، وأساس البلاغة (وسق).

(٢) القتوبة: الإبل تقتب، والقتب واحد الأقتاب، وهي الأكف التي توضع على نقّالة الأحمال. انظر: أساس البلاغة ص ٣٥٤.

(٣) انظر: اللسان (حمل).

(٤) انظر: البصائر ٢/ ٥٠٢.

(٥) في اللسان: والحميل: الذي يحمل من بلده صغيرا، ولم يولد في الإسلام، ومنه قول عمر ¥ في كتابه إلى شريح: (الحميل لا يورث إلا ببيّنة). وانظر: النهاية ١/ ٤٤٢.

(٦) انظر: البصائر ٢/ ٥٠٢.

(٧) سورة الكهف: آية ٨٦، وهي قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبي جعفر.

(٨) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وحفص ويعقوب، انظر: الإتحاف ٢٩٤.

(٩) انظر: الأفعال ١/ ٣٧٣.