رجس
  {والرُّجْزَ فَاهْجُرْ}[المدثر: ٥]، قيل: هو صنم، وقيل: هو كناية عن الذّنب، فسمّاه بالمآل كتسمية النّدى شحما. وقوله: {ويُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِه ويُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ}[الأنفال: ١١]، والشّيطان عبارة عن الشّهوة على ما بيّن في بابه. وقيل: بل أراد برجز الشّيطان: ما يدعو إليه من الكفر والبهتان والفساد. والرِّجَازَةُ: كساء يجعل فيه أحجار فيعلَّق على أحد جانبي الهودج إذا مال(١)، وذلك لما يتصوّر فيه من حركته، واضطرابه.
رجس
  الرِّجْسُ: الشيء القذر، يقال: رجل رجس، ورجال أَرْجَاسٌ. قال تعالى: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ}[المائدة: ٩٠]، والرِّجْسُ يكون على أربعة أوجه: إمّا من حيث الطَّبع، وإمّا من جهة العقل، وإمّا من جهة الشرع، وإمّا من كلّ ذلك كالميتة، فإنّ الميتة تعاف طبعا وعقلا وشرعا، والرِّجْسُ من جهة الشّرع: الخمر والميسر، وقيل: إنّ ذلك رجس من جهة العقل، وعلى ذلك نبّه بقوله تعالى: {وإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما}[البقرة: ٢١٩]، لأنّ كلّ ما يوفي إثمه على نفعه فالعقل يقتضي تجنّبه، وجعل الكافرين رجسا من حيث إنّ الشّرك بالعقل أقبح الأشياء، قال تعالى: {وأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ}[التوبة: ١٢٥]، وقوله تعالى: {ويَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ}[يونس: ١٠٠]، قيل: الرِّجْسُ:
  النّتن، وقيل: العذاب(٢)، وذلك كقوله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}[التوبة: ٢٨]، وقال: {أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّه رِجْسٌ}[الأنعام: ١٤٥]، وذلك من حيث الشرع، وقيل: رِجْسٌ ورجز للصّوت الشديد، وبعير رَجَّاسٌ: شديد الهدير، وغمام رَاجِسٌ ورَجَّاسٌ: شديد الرّعد.
رجع
  الرُّجُوعُ: العود إلى ما كان منه البدء، أو تقدير البدء مكانا كان أو فعلا، أو قولا، وبذاته كان رجوعه، أو بجزء من أجزائه، أو بفعل من أفعاله. فَالرُّجُوعُ: العود، والرَّجْعُ: الإعادة، والرَّجْعَةُ والرِّجْعَةُ في الطَّلاق، وفي العود إلى الدّنيا بعد الممات، ويقال: فلان يؤمن بِالرَّجْعَةِ.
  والرِّجَاعُ: مختصّ برجوع الطَّير بعد قطاعها(٣).
  فمن الرّجوع قوله تعالى: {لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ}[المنافقون: ٨]، {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ}[يوسف: ٦٣]، {ولَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِه}[الأعراف: ١٥٠]،
(١) انظر: المجمل ٢/ ٤٢٠.
(٢) وهذا قول قتادة، انظر: الدر المنثور ٤/ ٣٩٤.
(٣) انظر: المجمل ٢/ ٤٢٢.