مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

فجج

صفحة 625 - الجزء 1

  وخذ ميسوره ودع معسوره، فتقديره بأيّكم الفتون، وقال غيره: أيّكم المفتون⁣(⁣١)، والباء زائدة كقوله: {كَفى بِالله شَهِيداً}⁣[الفتح: ٢٨]، وقوله: {واحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ الله إِلَيْكَ}⁣[المائدة: ٤٩]، فقد عدّي ذلك ب (عن) تعدية خدعوك لمّا أشار بمعناه إليه.

فتى

  الفَتَى الطَّريُّ من الشّباب، والأنثى فَتَاةٌ، والمصدر فَتَاءٌ، ويكنّى بهما عن العبد والأمة.

  قال تعالى: {تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِه}⁣[يوسف: ٣٠]. والفَتِيُّ من الإبل كالفتى من الناس، وجمع الفتى فِتْيَةٌ وفِتْيَانٌ، وجمع الفتاة فَتَيَاتٌ، وذلك قوله: {مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ}⁣[النساء: ٢٥]، أي: إمائكم، وقال: {ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ}⁣[النور: ٣٣]، أي:

  إماءكم. {وقالَ لِفِتْيانِه}⁣[يوسف: ٦٢]، أي:

  لمملوكيه وقال: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}⁣[الكهف: ١٠]، {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ}⁣[الكهف: ١٣]. والفُتْيَا والفَتْوَى: الجواب عمّا يشكل من الأحكام، ويقال: اسْتَفْتَيْتُه فَأَفْتَانِي بكذا. قال: {ويَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}⁣[النساء: ١٢٧]، {فَاسْتَفْتِهِمْ}⁣[الصافات: ١١]، {أَفْتُونِي فِي أَمْرِي}⁣[النمل: ٣٢].

فتئ

  يقال: ما فَتِئْتُ أفعل كذا، وما فَتَأْتُ⁣(⁣٢)، كقولك: ما زلت. قال تعالى: {تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ}⁣[يوسف: ٨٥].

فجج

  الفَجُّ: شُقَّةٌ يكتنفها جبلان، ويستعمل في الطَّريق الواسع، وجمعه فِجَاجٌ. قال: {مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}⁣[الحج: ٢٧]، {فِيها فِجاجاً سُبُلًا}⁣[الأنبياء: ٣١]. والفَجَجُ: تباعد الرّكبتين، وهو أَفَجُّ بيّن الفجج، ومنه: حافر مُفَجَّجٌ، وجرح فَجٌّ: لم ينضج.

فجر

  الْفَجْرُ: شقّ الشيء شقّا واسعا كَفَجَرَ الإنسان السّكرَ⁣(⁣٣)، يقال: فَجَرْتُه فَانْفَجَرَ وفَجَّرْتُه فَتَفَجَّرَ. قال تعالى: {وفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً}⁣[القمر: ١٢]، {وفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً}⁣[الكهف: ٣٣]، {فَتُفَجِّرَ الأَنْهارَ}⁣[الإسراء: ٩١]، {تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً}⁣[الإسراء: ٩٠]، وقرئ


(١) هذا الذي نسبه المصنف لغير الأخفش قد قاله الأخفش في معاني القرآن ٢/ ٥٠٥، والقول الأول الذي نسبه [استدراك] للأخفش هو قول الفراء، فقد قال الفراء: المفتون هاهنا بمعنى الجنون، وهو في مذهب الفتون، كما قالوا: ليس له معقول رأي. انظر: معاني القرآن ٣/ ١٧٣.

(٢) قال أبو زيد: ما فتأت أذكره، وما فتئت أذكره. وزاد الفراء: فتؤت أفتؤ. انظر: الهمز لأبي زيد ص ٢٣، والعباب:

(فتأ).

(٣) سكر النهر: ما يسدّ به.