مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

صوم

صفحة 500 - الجزء 1

  الصَّيْفِ، وأَصَافُوا: دخلوا فيه.

صوم

  الصَّوْمُ في الأصل: الإمساك عن الفعل مطعما كان، أو كلاما، أو مشيا، ولذلك قيل للفرس الممسك عن السّير، أو العلف: صَائِمٌ.

  قال الشاعر:

  ٢٩٠ - خيل صِيَامٌ وأخرى غير صَائِمَةٍ⁣(⁣١)

  وقيل للرّيح الرّاكدة: صَوْمٌ، ولاستواء النهار:

  صَوْمٌ، تصوّرا لوقوف الشمس في كبد السماء، ولذلك قيل: قام قائم الظَّهيرة. ومَصَامُ الفرسِ، ومَصَامَتُه: موقفُه. والصَّوْمُ في الشّرع: إمساك المكلَّف بالنّية من الخيط الأبيض إلى الخيط الأسود عن تناول الأطيبين، والاستمناء والاستقاء، وقوله: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً}⁣[مريم: ٢٦]، فقد قيل: عني به الإمساك عن الكلام بدلالة قوله تعالى: {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}⁣[مريم: ٢٦].

صيص

  قوله تعالى: {وأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ}⁣[الأحزاب: ٢٦]، أي: حصونهم، وكلّ ما يتحصّن به يقال له:

  صِيصَةٌ، وبهذا النّظر قيل لقرن البقر: صِيصَةٌ، وللشّوكة التي يقاتل بها الدّيك: صِيصَةٌ، واللَّه أعلم بمراده وأسرار كتابه.

  تمّ كتاب الصاد بتوفيق اللَّه تعالى


(١) هذا شطر بيت، وعجزه:

تحت العجاج وأخرى تعلك اللَّجما

وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١١٢، واللسان (صوم)، والمجمل ٢/ ٥٤٦.