عزا
  براءة، أو غيرهما، بالبدن كان ذلك أو بالقلب، يقال: عَزَلْتُه، واعْتَزَلْتُه، وتَعَزَّلْتُه فَاعْتَزَلَ. قال تعالى: {وإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وما يَعْبُدُونَ إِلَّا الله}[الكهف: ١٦]، {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ}[النساء: ٩٠]، {وأَعْتَزِلُكُمْ وما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله}[مريم: ٤٨]، {فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ}[البقرة: ٢٢٢]، وقال الشاعر:
  ٣١٨ - يا بيت عاتكة الَّتي أَتَعَزَّلُ(١)
  وقوله: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}[الشعراء: ٢١٢]، أي: ممنوعون بعد أن كانوا يمكَّنون، والأَعْزَلُ: الذي لا رمح معه. ومن الدوابّ: ما يميل ذنبه، ومن السحاب: ما لا مطر فيه، والسّماك الأَعْزَلُ: نجمٌ سمّي به لتصوّره بخلاف السّماك الرّامح الذي معه نجم لتصوّره بصورة رمحه.
عزم
  العَزْمُ والعَزِيمَةُ: عقد القلب على إمضاء الأمر، يقال: عَزَمْتُ الأمرَ، وعَزَمْتُ عليه، واعْتَزَمْتُ. قال: {فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله}[آل عمران: ١٥٩]، {ولا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ}[البقرة: ٢٣٥]، {وإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ}[البقرة: ٢٢٧]، {إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}[الشورى: ٤٣]، {ولَمْ نَجِدْ لَه عَزْماً}[طه: ١١٥]، أي: محافظة على ما أمر به وعَزِيمَةً على القيام. والعَزِيمَةُ: تعويذ، كأنّه تصوّر أنّك قد عقدت بها على الشّيطان أن يمضي إرادته فيك. وجمعها: العَزَائِمُ.
عزا
  {عِزِينَ}(٢) أي: جماعات في تفرقة، واحدتها عِزَّةٌ، وأصله من: عَزَوْتُه فَاعْتَزَى: أي: نسبته فانتسب، فكأنّهم الجماعة المنتسب بعضهم إلى بعض، إمّا في الولادة، أو في المصاهرة، ومنه:
  الاعْتِزَاءُ في الحرب وهو أن يقول: أنا ابن فلان، وصاحب فلان. وروي: «من تَعَزَّى بِعَزَاءِ الجاهليّةِ فَأَعِضُّوه بهن أبيه»(٣) وقيل: {عِزِينَ} من: عَزِيَ عَزَاءً فهو عَزٍ(٤): إذا تصبّر وتَعَزَّى. أي: تصبّر وتأسّى، فكأنها اسم للجماعة التي يتأسّى بعضهم ببعض.
(١) هذا شطر بيت للأحوص، وعجزه:
حذر العدى وبه الفؤاد موكّل
وهو في ديوانه ص ١٦٦، والمجمل ٣/ ٦٦٦.
(٢) الآية: {عَنِ الْيَمِينِ وعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ} سورة المعارج آية ٣٧.
(٣) الحديث عن أبي بن كعب قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا». أخرجه أحمد في المسند ٥/ ١٣٦، والبخاري في الأدب المفرد رقم ٩٣٦، والطبراني في الكبير ١/ ٢٧، ورجاله ثقات، وإسناده صحيح.
(٤) انظر: الأفعال ١/ ٣١٤، والمجمل ٣/ ٦٦٦.