مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

فجا

صفحة 626 - الجزء 1

  تفجر⁣(⁣١). وقال: {فَانْفَجَرَتْ مِنْه اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً}⁣[البقرة: ٦٠]، ومنه قيل للصّبح: فَجْرٌ، لكونه فجر الليل. قال تعالى: {والْفَجْرِ ولَيالٍ عَشْرٍ}⁣[الفجر: ١ - ٢]، {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً}⁣[الإسراء: ٧٨]، وقيل: الفَجْرُ فجران: الكاذب، وهو كذَنَبِ السَّرْحان، والصّادق، وبه يتعلَّق حكم الصّوم والصّلاة، قال: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ}⁣[البقرة: ١٨٧]. والفُجُورُ: شقّ ستر الدّيانة، يقال: فَجَرَ فُجُوراً فهو فَاجِرٌ، وجمعه:

  فُجَّارٌ وفَجَرَةٌ. قال: {كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ}⁣[المطففين: ٧]، {وإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}⁣[الانفطار: ١٤]، {أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}⁣[عبس: ٤٢]، وقوله: {بَلْ يُرِيدُ الإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَه}⁣[القيامة: ٥]، أي: يريد الحياة ليتعاطى الفجور فيها. وقيل: معناه ليذنب فيها. وقيل: معناه يذنب ويقول غدا أتوب، ثم لا يفعل فيكون ذلك فجورا لبذله عهدا لا يفي به.

  وسمّي الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور. وقولهم: (ونخلع ونترك من يَفْجُرُكَ)⁣(⁣٢) أي: من يكذبك. وقيل: من يتباعد عنك، وأيّام الفِجَارِ: وقائع اشتدّت بين العرب.

فجا

  قال تعالى: {وهُمْ فِي فَجْوَةٍ}⁣[الكهف: ١٧]، أي: ساحة واسعة، ومنه: قوس فِجَاءٌ وفَجْوَاءٌ: بان وتراها عن كبدها، ورجل أَفْجَى بيّن الفجا، أي: متباعد ما بين العرقوبين.

فحش

  الفُحْشُ والفَحْشَاءُ والفَاحِشَةُ: ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال، وقال: {إِنَّ الله لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ}⁣[الأعراف: ٢٨]، {ويَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ والْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}⁣[النحل: ٩٠]، {مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}⁣[الأحزاب: ٣٠]، {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ}⁣[النور: ١٩]، {إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ}⁣[الأعراف: ٣٣]، {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}⁣[النساء: ١٩]، كناية عن الزّنا، وكذلك قوله: {واللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ}⁣[النساء: ١٥]، وفَحُشَ فلان: صار فاحشا. ومنه قول الشاعر:

  ٣٤٨ - عقيلة مال الفاحش المتشدّد⁣(⁣٣)


(١) وهي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو بن العلاء وأبي جعفر. انظر: الإتحاف ص ٢٨٦.

(٢) هذا من دعاء القنوت في الوتر، وهذا الدعاء مما رفع رسمه من القرآن، ولم يرفع من القلوب حفظه. انظر: النهاية لابن الأثير ٣/ ٤١٤، والإتقان ٢/ ٣٤، والفائق ٣/ ٩٠، ومصنف ابن أبي شيبة ٣/ ١٠٦.

(٣) عجز بيت لطرفة، وصدره:

أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي

وهو في ديوانه ص ٣٤.