مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

شيب

صفحة 469 - الجزء 1

  دونه، وقد يسمّى الْمُشْتَهَى شهوة، وقد يقال للقوّة التي تَشْتَهِي الشيء: شهوة، وقوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ}⁣[آل عمران: ١٤]، يحتمل الشّهوتين، وقوله: {اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ}⁣[مريم: ٥٩]، فهذا من الشّهوات الكاذبة، ومن الْمُشْتَهِيَاتِ المستغنى عنها، وقوله في صفة الجنّة: {ولَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ}⁣[فصلت: ٣١]، وقوله: {فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ}⁣[الأنبياء: ١٠٢]، وقيل:

  رجل شَهْوَانٌ، وشَهَوَانِيٌّ، وشئ شَهِيٌّ.

شوب

  الشَّوْبُ: الخلط. قال اللَّه تعالى: {لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ}⁣[الصافات: ٦٧]، وسمّي العسل شَوْباً، إمّا لكونه مزاجا للأشربة، وإمّا لما يختلط به من الشّمع. وقيل: ما عنده شَوْبٌ ولا روب⁣(⁣١)، أي: عسل ولبن.

شيب

  الشَّيْبُ والْمَشِيبُ: بياض الشّعر. قال تعالى: {واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً}⁣[مريم: ٤]، وباتت المرأة بليلة شَيْبَاءَ: إذا افتضّت، وبليلة حرّة⁣(⁣٢):

  إذا لم تفتضّ.

شيخ

  يقال لمن طعن في السّنّ: الشَّيْخُ، وقد يعبّر به فيما بيننا عمّن يكثر علمه، لما كان من شأن الشَّيْخِ أن يكثر تجاربه ومعارفه، ويقال: شَيْخٌ بيّن الشَّيْخُوخَةُ، والشَّيْخُ، والتَّشْيِيخُ. قال اللَّه تعالى: {هذا بَعْلِي شَيْخاً}⁣[هود: ٧٢]، {وأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ}⁣[القصص: ٢٣].

شيد

  قال ø: {وقَصْرٍ مَشِيدٍ}⁣[الحج: ٤٥]، أي: مبنيّ بِالشِّيدِ. وقيل: مطوّل، وهو يرجع إلى الأوّل. ويقال: شَيَّدَ قواعده:

  أحكمها، كأنه بناها بِالشِّيدِ، والإِشَادَةُ: عبارة عن رفع الصّوت.

شور

  الشُّوَارُ: ما يبدو من المتاع، ويكنّى به عن الفرج، كما يكنّى به عن المتاع، وشَوَّرْتُ به:

  فعلت به ما خجّلته، كأنّك أظهرت شَوْرَه، أي:

  فرجه، وشِرْتُ العسل وأَشَرْتُه: أخرجته، قال الشاعر:

  ٢٧٧ - وحديث مثل ماذيّ مشار⁣(⁣٣)

  وشِرْتُ الدّابّة: استخرجت عدوه تشبيها


(١) هذا مثل يضرب لمن لا خير عنده، انظر: المستقصى ٢/ ٣٢٧، والمجمل ٢/ ٥١٥، واللسان (شوب).

(٢) وباتت المرأة بليلة شيباء، لأنّ ماء الرجل خالط ماء المرأة. انظر: اللسان (شيب)، وعمدة الحفاظ: شيب.

(٣) هذا عجز بيت، وصدره:

بسماع يأذن الشيخ له

وهو لعدي بن زيد في ديوانه ص ٩٥، والمجمل ٢/ ٥١٦، والجمهرة ٣/ ٤٣٩.