مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ربو

صفحة 340 - الجزء 1

  والمِرْبَاع: ما نتج في الرّبيع، وغيث مُرْبِع:

  يأتي في الرّبيع. ورَبَعَ الحَجَرَ والحمل: تناول جوانبه الأربع، والمِرْبَع: خشب يربع به، أي:

  يؤخذ الشيء به، وسمي الحجر المتناول ربيعة.

  وقولهم: ارْبَعْ على ظلعك⁣(⁣١)، يجوز أن يكون من الإقامة، أي: أقم على ظلعك، ويجوز أن يكون من ربع الحجر، أي: تناوله على ظلعك⁣(⁣٢).

  والمِرْبَاع: الرُّبُعُ الذي يأخذه الرّئيس من الغنم، من قولهم: رَبَعْتُ القومَ، واستعيرت الرِّبَاعَة للرّئاسة، اعتبارا بأخذ المرباع، فقيل: لا يقيم رِبَاعَةَ القومِ غَيْرُ فلانٍ. والرَّبْعَةُ: الجونة⁣(⁣٣)، لكونها في الأصل ذات أربع طبقات، أو لكونها ذات أربع أرجل. والرَّبَاعِيتان قيل: سمّيتا لكون أربع أسنان بينهما، واليربوع: فأرة لجحرها أربعة أبواب. وأرض مَرْبَعَة: فيها يرابيع، كما تقول:

  مضبّة في موضع الضّبّ.

ربو

  رَبْوَة ورِبْوَة ورُبْوَة ورِبَاوَة ورُبَاوَة، قال تعالى: {إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ}⁣[المؤمنون: ٥٠]، قال (أبو الحسن)⁣(⁣٤): الرَّبْوَة أجود لقولهم ربى، ورَبَا فلان: حصل في ربوة، وسمّيت الرّبوة رابية كأنّها ربت بنفسها في مكان، ومنه:

  رَبَا: إذا زاد وعلا، قال تعالى: {فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ}⁣[الحج: ٥]، أي: زادت زيادة المتربّي، {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً}⁣[الرعد: ١٧]، {فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً}⁣[الحاقة: ١٠]، وأربى عليه: أشرف عليه، ورَبَيْتُ الولد فَرَبَا من هذا، وقيل: أصله من المضاعف فقلب تخفيفا، نحو: تظنّيت في تظنّنت. والرِّبَا: الزيادة على رأس المال، لكن خصّ في الشرع بالزيادة على وجه دون وجه، وباعتبار الزيادة قال تعالى: {وما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ الله}⁣[الروم: ٣٩]، ونبّه بقوله: {يَمْحَقُ الله الرِّبا ويُرْبِي الصَّدَقاتِ}⁣[البقرة: ٢٧٦]، أنّ الزيادة المعقولة المعبّر عنها بالبركة مرتفعة عن الرّبا، ولذلك قال في مقابلته: {وما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْه الله فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}⁣[الروم: ٣٩]، والأُرْبِيَّتَان: لحمتان ناتئتان في أصول الفخذين من باطن، والرَّبْوُ: الانبهار،


(١) قال ابن فارس: اربع على ظلعك، أي: تمكّث، ويقال: انتظر. المجمل ٢/ ٤١٥، والأمثال ص ٣٢٣.

(٢) الظَّلع كالغمز، ظلع الرجل والدابة في مشيه، عرج وغمز في مشيه.

وفي النوادر: فلان يرقأ على ظلعه، أي: يسكت على دائه وعيبه.

وقيل معنى: ارق على ظلعك، أي: تصعّد في الجبل، وأنت تعلم أنك ظالع لا تجهد نفسك. انظر: اللسان (ظلع).

(٣) انظر: اللسان (ربع) ٨/ ١٠٧. وهي سلَّة مستديرة مغشّاة أدما يجعل فيها الطَّيب. وقيل: مولَّدة.

(٤) أبو الحسن الأخفش.