مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أزف

صفحة 75 - الجزء 1

  فجعل آزر، وقيل: آزر معناه الضّال في كلامهم⁣(⁣١).

أزف

  قال تعالى: {أَزِفَتِ الآزِفَةُ}⁣[النجم: ٥٧] أي: دنت القيامة. وأزف وأفد يتقاربان، لكن أزف يقال اعتباراً بضيق وقتها، ويقال: أزف الشخوص، والأَزَفُ: ضيق الوقت، وسمّيت به لقرب كونها، وعلى ذلك عبّر عنها بالسّاعة، وقيل: {أَتى أَمْرُ الله}⁣[النحل: ١]، فعبّر عنها بالماضي لقربها وضيق وقتها، قال تعالى: {وأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ}⁣[غافر: ١٨].

أسَّ

  أَسَّسَ بنيانه: جعل له أُسّاً، وهو قاعدته التي يبتنى عليها، يقال: أُسٌّ وأَسَاسٌ، وجمع الأس:

  إِسَاسٌ⁣(⁣٢)، وجمع الإساس: أُسُس، يقال: كان ذلك على أسّ الدهر⁣(⁣٣)، كقولهم: على وجه الدهر.

أسِف

  الأَسَفُ: الحزن والغضب معاً، وقد يقال لكل واحدٍ منهما على الانفراد، وحقيقته: ثوران دم القلب شهوة الانتقام، فمتى كان ذلك على من دونه انتشر فصار غضبا، ومتى كان على من فوقه انقبض فصار حزنا، ولذلك سئل ابن عباس عن الحزن والغضب فقال: مخرجهما واحد واللفظ مختلف فمن نازع من يقوى عليه أظهره غيظاً وغضباً، ومن نازع من لا يقوى عليه أظهره حزناً وجزعاً، أ. هـ. وبهذا النظر قال الشاعر:

  ١٤ - فحزن كلّ أخي حزنٍ أخو الغضب⁣(⁣٤)

  وقوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ}⁣[الزخرف: ٥٥] أي: أغضبونا.

  قال أبو عبد اللَّه ابن الرضا⁣(⁣٥): إنّ اللَّه لا يأسف كأسفنا، ولكن له أولياء يأسفون ويرضون، فجعل رضاهم رضاه وغضبهم غضبه، قال: وعلى ذلك قال: «من أهان لي وليّاً فقد بارزني بالمحاربة»⁣(⁣٦).


(١) راجع اللسان (آزر)، في آخر المادة، والتعريب والمعرّب ص ٣٥.

(٢) راجع لسان العرب (أس) ٦/ ٦.

(٣) راجع مجمل اللغة ١/ ٧٩.

(٤) العجز في البصائر ٢/ ١٨٥، والذريعة إلى مكارم الشريعة ص ١٦٧، والدر المصون ٥/ ٤٦٦، دون نسبة فيهم. وشطره:

جزاك ربّك بالإحسان مغفرةً

وهو لأبي الطيب المتنبي في ديوانه ١/ ٩٤، والوساطة ص ٣٨١.

(٥) علي الرضا بن موسى الكاظم، أحد الأئمة الاثني عشرية، توفي سنة ٢٥٤ هـ، وابنه محمد. راجع أخباره في وفيات الأعيان ٣/ ٢٦٩. وسير النبلاء ٩/ ٣٩٣.

(٦) الحديث بهذا اللفظ مروي عن عائشة عن النبي . أخرجه ابن عدي في الكامل ٥/ ١٩٣٩ وفيه عبد الواحد بن ميمون، قال عنه البخاري: منكر الحديث، وضعّفه الدارقطني. وانظر: كنز العمال ١/ ٥٩. وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : «إنّ اللَّه قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب» وانظر: فتح الباري ١١/ ٣٤٠ باب التواضع.