مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سبت

صفحة 392 - الجزء 1

  ٢٢٢ - ونشتم بالأفعال لا بالتّكلَّم⁣(⁣١)

  والسِّبُّ: الْمُسَابِبُ، قال الشاعر:

  ٢٢٣ - لا تسبّنّني فلست بسبّي ... إنّ سبّي من الرّجال الكريم⁣(⁣٢)

  والسُّبَّةُ: ما يسبّ، وكنّي بها عن الدّبر، وتسميته بذلك كتسميته بالسّوأة. والسَّبَّابَةُ سمّيت للإشارة بها عند السّبّ، وتسميتها بذلك كتسميتها بالمسبّحة، لتحريكها بالتسبيح.

سبت

  أصل السَّبْتُ: القطع، ومنه سبت السّير:

  قطعه، وسَبَتَ شعره: حلقه، وأنفه: اصطلمه، وقيل: سمّي يوم السَّبْت، لأنّ اللَّه تعالى ابتدأ بخلق السماوات والأرض يوم الأحد، فخلقها في ستّة أيّام كما ذكره، فقطع عمله يوم السّبت فسمّي بذلك، وسَبَتَ فلان: صار في السّبت وقوله: {يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً}⁣[الأعراف: ١٦٣]، قيل: يوم قطعهم للعمل، {ويَوْمَ لا يَسْبِتُونَ}⁣[الأعراف: ١٦٣]، قيل: معناه لا يقطعون العمل، وقيل: يوم لا يكونون في السّبت، وكلاهما إشارة إلى حالة واحدة، وقوله: {إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ}⁣[النحل: ١٢٤]، أي: ترك العمل فيه، {وجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً}⁣[النبأ: ٩]، أي: قطعا للعمل، وذلك إشارة إلى ما قال في صفة اللَّيل: {لِتَسْكُنُوا فِيه}⁣[يونس: ٦٧].

سبح

  السَّبْحُ: المرّ السّريع في الماء، وفي الهواء، يقال: سَبَحَ سَبْحاً وسِبَاحَةً، واستعير لمرّ النجوم في الفلك نحو: {وكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}⁣[الأنبياء: ٣٣]، ولجري الفرس نحو: {والسَّابِحاتِ سَبْحاً}⁣[النازعات: ٣]، ولسرعة الذّهاب في العمل نحو: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا}⁣[المزمل: ٧]، والتَّسْبِيحُ: تنزيه اللَّه تعالى. وأصله: المرّ السّريع في عبادة اللَّه تعالى، وجعل ذلك في فعل الخير كما جعل الإبعاد في الشّرّ، فقيل: أبعده اللَّه، وجعل التَّسْبِيحُ عامّا في العبادات قولا كان، أو فعلا، أو نيّة، قال: {فَلَوْ لا أَنَّه كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ}⁣[الصافات: ١٤٣]، قيل: من المصلَّين⁣(⁣٣)، والأولى أن يحمل على ثلاثتها، قال: {ونَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}⁣[البقرة: ٣٠]، {وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ}⁣[غافر: ٥٥]، {فَسَبِّحْه وأَدْبارَ السُّجُودِ}⁣[ق: ٤٠]،


(١) هذا عجز بيت وشطره:

وتجهل أيدينا ويحلم رأينا

وهو في الصناعتين ص ٦٠، وشرح نهج البلاغة ٢/ ١١٨، وأدب الدنيا والدين. والبيت لإياس بن قتادة.

(٢) البيت لعبد الرحمن بن حسان يهجو مسكين الدارمي. وهو في اللسان (سبّ)، والمجمل ٢/ ٤٥٦، والجمهرة ١/ ٣١، وغريب الحديث للخطابي ٢/ ٤٣٠.

(٣) غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣٧٤.