مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ولج

صفحة 882 - الجزء 1

وكد

  وَكَّدْتُ القولَ والفعلَ، وأَكَّدْتُه: أحكمته. قال تعالى: {ولا تَنْقُضُوا الأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها}⁣[النحل: ٩١] والسّير الذي يشدّ به القربوس⁣(⁣١) يسمّى التَّأْكِيدَ، ويقال: تَوْكِيدٌ، والوَكَادُ: حبل يشدّ به البقر عند الحلب، قال الخليل⁣(⁣٢): أَكَّدْتُ في عقد الأيمان أجود، ووَكَّدْتُ في القول أجود، تقول إذا عقدت: أَكَّدْتُ، وإذا حلفت وَكَّدْتُ ووَكَّدَ وَكْدَه: إذا قصد قصده وتخلَّق بخلقه.

وكز

  الوَكْزُ: الطَّعن، والدّفع، والضّرب بجميع الكفّ. قال تعالى: {فَوَكَزَه مُوسى}⁣[القصص: ١٥].

وكل

  التَّوْكِيلُ: أن تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك، والوَكِيلُ فعيلٌ بمعنى المفعول. قال تعالى: {وكَفى بِالله وَكِيلًا}⁣[النساء: ٨١] أي: اكتف به أن يتولَّى أمرك، ويَتَوَكَّلَ لك، وعلى هذا: {حَسْبُنَا الله ونِعْمَ الْوَكِيلُ}⁣[آل عمران: ١٧٣]، {وما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ}⁣[الأنعام: ١٠٧]، أي: بِمُوَكَّلٍ عليهم وحافظ لهم، كقوله: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى}⁣[الغاشية: ٢٢ - ٢٣] فعلى هذا قوله تعالى: {قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ}⁣[الأنعام: ٦٦]، وقوله: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَه هَواه أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْه وَكِيلًا}⁣[الفرقان: ٤٣]، {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}⁣[النساء: ١٠٩] أي: من يَتَوَكَّلُ عنهم؟ والتَّوَكُّلُ يقال على وجهين، يقال: تَوَكَّلْتُ لفلان بمعنى: تولَّيت له، ويقال: وَكَّلْتُه فَتَوَكَّلَ لي، وتَوَكَّلْتُ عليه بمعنى: اعتمدته قال ø: {فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}⁣[التوبة: ٥١]، {ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُه}⁣[الطلاق: ٣]، {رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا}⁣[الممتحنة: ٤]، {وعَلَى الله فَتَوَكَّلُوا}⁣[المائدة: ٢٣]، {وتَوَكَّلْ عَلَى الله وكَفى بِالله وَكِيلًا}⁣[النساء: ٨١]، {وتَوَكَّلْ عَلَيْه}⁣[هود: ١٢٣]، {وتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}⁣[الفرقان: ٥٨]. وواكلَ فلانٌ: إذا ضيّع أمره مُتَّكِلًا على غيره، وتَوَاكَلَ القومُ: إذا اتَّكَلَ كلٌّ على الآخر، ورجلٌ وُكَلَةٌ تُكَلَةٌ: إذا اعتمد غيرَه في أمره، والوَكَالُ في الدابّة: أن لا يمشي إلَّا بمشي غيره، وربّما فسّر الوَكِيلُ بالكفيل، والوَكِيلُ أعمّ، لأنّ كلّ كفيل وَكِيلٌ، وليس كلّ وَكِيلٍ كفيلا.

ولج

  الوُلُوجُ: الدّخول في مضيق. قال تعالى:


(١) القربوس: حنو السّرج، وجمعه قرابيس. اللسان (قربس).

(٢) انظر: العين ٥/ ٣٩٥.