مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

جمح

صفحة 201 - الجزء 1

جمح

  قال تعالى: {وهُمْ يَجْمَحُونَ}⁣[التوبة: ٥٧]، الجَمُوح أصله في الفرس إذا غلب فارسه بنشاطه في مروره وجريانه، وذلك أبلغ من النشاط والمرح، والجُمَاح: سهم يجعل على رأسه كالبندقة يرمي به الصبيان⁣(⁣١).

جمع

  الجَمْع: ضمّ الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال: جَمَعْتُه فَاجْتَمَعَ، وقال ø: {وجُمِعَ الشَّمْسُ والْقَمَرُ}⁣[القيامة: ٩]، {وجَمَعَ فَأَوْعى}⁣[المعارج: ١٨]، {جَمَعَ مالًا وعَدَّدَه}⁣[الهمزة: ٢]، وقال تعالى: {يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ}⁣[سبأ: ٢٦]، وقال تعالى: {لَمَغْفِرَةٌ مِنَ الله ورَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}⁣[آل عمران: ١٥٧]، {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ والْجِنُّ}⁣[الإسراء: ٨٨]، وقال تعالى: {فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً}⁣[الكهف: ٩٩]، وقال تعالى: {إِنَّ الله جامِعُ الْمُنافِقِينَ والْكافِرِينَ}⁣[النساء: ١٤٠]، {وإِذا كانُوا مَعَه عَلى أَمْرٍ جامِعٍ}⁣[النور: ٦٢]، أي: أمر له خطر يجتمع لأجله الناس، فكأنّ الأمر نفسه جمعهم. وقوله تعالى: {ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَه النَّاسُ}⁣[هود: ١٠٣]، أي: جمعوا فيه، نحو: {وتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ}⁣[الشورى: ٧]، وقال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ}⁣[التغابن: ٩]، ويقال للمجموع: جَمْعُ وجَمِيعُ وجَمَاعَةُ، وقال تعالى: {وما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ}⁣[آل عمران: ١٦٦]، وقال ø: {وإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ}⁣[يس: ٣٢]، والجُمَّاع يقال في أقوام متفاوتة اجتمعوا.

  قال الشاعر:

  ٩٦ - جمع غير جمّاع⁣(⁣٢)

  وأَجْمَعْتُ كذا أكثر ما يقال فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكرة، نحو: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وشُرَكاءَكُمْ}⁣[يونس: ٧١]، قال الشاعر:

  ٩٧ - هل أغدون يوما وأمري مجمع⁣(⁣٣)

  وقال تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ}⁣[طه: ٦٤]، ويقال: أَجْمَعَ المسلمون على كذا:

  اجتمعت آراؤهم عليه، ونهب مجمع: ما يوصل إليه بالتدبير والفكرة، وقوله ø:


(١) انظر: المجمل ١/ ١٩٧.

(٢) البيت:

حتى تجلَّت ولنا غاية ... من بين جمع غير جمّاع

وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري في المفضليات ص ٢٨٥، وأساس البلاغة ص ٦٤، واللسان (جمع).

(٣) هذا عجز بيت، وشطره:

يا ليت شعري والمنى لا تنفع

وهو في اللسان (جمع)، ومعاني الفراء ١/ ٤٧٣، والنوادر ص ١٣٣، والخصائص ٢/ ١٣٦.