مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ثور

صفحة 181 - الجزء 1

ثور

  ثَارَ الغبار والسحاب ونحوهما، يَثُور ثَوْراً وثَوَرَانا: انتشر ساطعا، وقد أَثَرْتُه، قال تعالى: {فَتُثِيرُ سَحاباً}⁣[الروم: ٤٨]، يقال: أَثَرْتُ الأرض، كقوله تعالى: {وأَثارُوا الأَرْضَ وعَمَرُوها}⁣[الروم: ٩]، وثَارَتِ الحصبة ثَوْراً تشبيها بانتشار الغبار، وثَوَّرَ شرّا كذلك، وثَارَ ثَائِرُه كناية عن انتشار غضبه، وثَاوَرَه: واثبه، والثَّوْرُ: البقر الذي يثار به الأرض، فكأنه في الأصل مصدر جعل في موضع الفاعل⁣(⁣١)، نحو: ضيف وطيف في معنى: ضائف وطائف، وقولهم: سقط ثور الشفق⁣(⁣٢) أي: الثائر المنتثر، والثأر هو طلب الدم، وأصله الهمز، وليس من هذا الباب.

ثوى

  الثَّوَاء: الإقامة مع الاستقرار، يقال: ثَوَى يَثْوِي ثَوَاءً، قال ø: {وما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ}⁣[القصص: ٤٥]، وقال: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ}⁣[الزمر: ٦٠]، قال اللَّه تعالى: {فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ}⁣[فصلت: ٢٤]، {ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}⁣[الزمر: ٧٢]، وقال: {النَّارُ مَثْواكُمْ}⁣[الأنعام: ١٢٨]، وقيل: من أمّ مثواك⁣(⁣٣)؟ كناية عمّن نزل به ضيف، والثَّوِيَّة:

  مأوى الغنم، واللَّه أعلم بالصواب.

  تمّ كتاب الثاء


(١) راجع صفحة ١٣٩ حاشية ٤.

(٢) وهو ما ظهر منه وانتشر، راجع أساس البلاغة (ثور) ص ٤٩. وقال ابن فارس: ويقال في المغرب إذا سقط ثور الشفق، فهو انتشار الشفق وثورانه. انظر: المجمل ١/ ١٦٥.

(٣) قال الزمخشري: وهو أبو مثواي وهي أم مثواي: لمن أنت نازل به.