مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

فتر

صفحة 622 - الجزء 1

  ٣٤٧ - بأني عن فَتَاحَتِكُمْ غنيّ⁣(⁣١)

  وقيل: الفتَاحةُ بالضمّ والفتح، وقوله: {إِذا جاءَ نَصْرُ الله والْفَتْحُ}⁣[النصر: ١]، فإنّه يحتمل النّصرة والظَّفر والحكم، وما يفتح اللَّه تعالى من المعارف، وعلى ذلك قوله: {نَصْرٌ مِنَ الله وفَتْحٌ قَرِيبٌ}⁣[الصف: ١٣]، {فَعَسَى الله أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}⁣[المائدة: ٥٢]، {ويَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ}⁣[السجدة: ٢٨]، {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ}⁣[السجدة: ٢٩]، أي: يوم الحكم. وقيل: يوم إزالة الشّبهة بإقامة القيامة، وقيل: ما كانوا يَسْتَفْتِحُونَ من العذاب ويطلبونه، والِاسْتِفْتَاحُ:

  طلب الفتح أو الفتاح. قال: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ}⁣[الأنفال: ١٩]، أي: إن طلبتم الظَّفر أو طلبتم الفتاح - أي: الحكم أو طلبتم مبدأ الخيرات - فقد جاءكم ذلك بمجيء النّبيّ . وقوله: {وكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[البقرة: ٨٩]، أي:

  يستنصرون اللَّه ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام وقيل: يستعلمون خبره من الناس مرّة، ويستنبطونه من الكتب مرّة، وقيل: يطلبون من اللَّه بذكره الظَّفر، وقيل: كانوا يقولون إنّا لننصر بمحمّد # على عبدة الأوثان. والمِفْتَحُ والمِفْتَاحُ: ما يفتح به، وجمعه: مَفَاتِيحُ ومَفَاتِحُ.

  وقوله: {وعِنْدَه مَفاتِحُ الْغَيْبِ}⁣[الأنعام: ٥٩]، يعني: ما يتوصّل به إلى غيبه المذكور في قوله: {فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِه أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ}⁣[الجن: ٢٦ - ٢٧]. وقوله: {ما إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}⁣[القصص: ٧٦]، قيل: عنى مفاتح خزائنه. وقيل: بل عني بالمفاتح الخزائن أنفسها. وباب فَتْحٌ: مَفْتُوحٌ في عامّة الأحوال، وغلق خلافه. وروي: (من وجد بابا غلقا وجد إلى جنبه بابا فتحا)⁣(⁣٢) وقيل: فَتْحٌ:

  واسع.

فتر

  الفُتُورُ: سكون بعد حدّة، ولين بعد شدّة، وضعف بعد قوّة. قال تعالى: {يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ}⁣[المائدة: ١٩]، أي: سكون حال عن مجيء رسول اللَّه ، وقوله: {لا يَفْتُرُونَ}⁣[الأنبياء: ٢٠]، أي: لا يسكنون عن نشاطهم في العبادة. وروي عن النّبيّ أنه قال: «لكلّ عالم شرّة، ولكلّ شرّة فَتْرَةٌ، فمن فَتَرَ


(١) هذا عجز بيت للشويعر الجعفي، وشطره:

ألا أبلغ بني عمرو رسولا

وهو في الأساس (فتح)، والمشوف المعلم ٢/ ٥٨٩، والجمهرة ٢/ ٤، واللسان (فتح).

(٢) هذا من كلام أبي الدرداء. انظر: النهاية ٣/ ٤٠٨، واللسان (فتح)، وعمدة الحفاظ: فتح.