مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أنث

صفحة 93 - الجزء 1

  وكذلك «إِنْ» على أربعة أوجه:

  للشرط نحو: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ}⁣[المائدة: ١١٨]، والمخفّفة من الثقيلة ويلزمها اللام نحو: {إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا}⁣[الفرقان: ٤٢]، والنافية، وأكثر ما يجيء يتعقّبه «إلا»، نحو: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا}⁣[الجاثية: ٣٢]، {إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ}⁣[المدثر: ٢٥]، {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ}⁣[هود: ٥٤].

  والمؤكَّدة ل «ما» النافية، نحو: ما إن يخرج زيد.

أنث

  الأنثى: خلاف الذكر، ويقالان في الأصل اعتبارا بالفرجين، قال ø: {ومَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى}⁣[النساء: ١٢٤]، ولمّا كان الأنثى في جميع الحيوان تضعف عن الذكر اعتبر فيها الضعف، فقيل لما يضعف عمله: أنثى، ومنه قيل: حديد أنيث⁣(⁣١)، قال الشاعر:

  ٢٨ - ... عندي ... جراز لا أفلّ ولا أنيث⁣(⁣٢)

  وقيل: أرض أنيث: سهل، اعتبارا بالسهولة التي في الأنثى، أو يقال ذلك اعتبارا بجودة إنباتها تشبيها بالأنثى، ولذا قال: أرض حرّة وولودة.

  ولمّا شبّه في حكم اللفظ بعض الأشياء بالذّكر فذكَّر أحكامه، وبعضها بالأنثى فأنّث أحكامها، نحو: اليد والأذن، والخصية، سميت الخصية لتأنيث لفظ الأنثيين، وكذلك الأذن. قال الشاعر:

  ٢٩ - ضربناه تحت الأنثيين على الكرد⁣(⁣٣)

  وقال آخر:

  ٣٠ - وما ذكر وإن يسمن فأنثى⁣(⁣٤)

  يعني: القراد، فإنّه يقال له إذا كبر: حلمة، فيؤنّث⁣(⁣٥).

  وقوله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِه إِلَّا إِناثاً}⁣[النساء: ١١٧]


(١) انظر: المجمل ١/ ١٠٤، واللسان (أنث) ٢/ ١١٣.

(٢) البيت لصخر الغيّ الهذلي وشطره الأول:

فيعلمه بأنّ العقل عندي

وهو في ديوان الهذليين ٢/ ٢٢٣، واللسان (أنث)، والبحر المحيط ٣/ ٣٥٢.

(٣) هذا عجز بيت للفرزدق، وشطره:

وكنّا إذا القيسيّ نبّ عوده

وهو في ديوانه ص ١٦٠، والحجة في القراءات للفارسي ٢/ ٥٦، والمحكم ٦/ ٤٦٥.

(٤) الشطر لم أجد قائله، وعجزه:

شديد الأزم ليس له ضروس

وهو في اللسان والصحاح (ضرس)، والتكملة للفارسي ص ٣٦٤، والاقتضاب ص ٤١٨، وحياة الحيوان للدميري ١/ ٣٣٨، والمسائل البصريات ١/ ٣٨١ ويروى [يكبر] بدل [يسمن].

(٥) قال الأصمعي: يقال للقراد أول ما يكون صغيرا قمقامة، ثم يصير حمنانة ثم يصير قرادا ثم يصير حلما.