مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عمد

صفحة 585 - الجزء 1

  ورجل مُعِمٌّ مُخْوِلٌ⁣(⁣١)، واسْتَعَمَّ عَمّاً، وتَعَمَّمَه، أي: اتّخذه عَمّاً، وأصل ذلك من العُمُومِ، وهو الشّمول وذلك باعتبار الكثرة.

  ويقال: عَمَّهُمْ كذا، وعَمَّهُمْ بكذا. عَمّاً وعُمُوماً، والعَامَّةُ سمّوا بذلك لكثرتهم وعُمُومِهِمْ في البلد، وباعتبار الشّمول سُمِّيَ المِشْوَذُ⁣(⁣٢) العِمَامَةَ، فقيل: تَعَمَّمَ نحو: تقنّع، وتقمّص، وعَمَّمْتُه، وكنّي بذلك عن السّيادة. وشاة مُعَمَّمَةٌ: مُبْيَضَّةُ الرّأس، كأنّ عليها عِمَامَةً نحو: مقنّعة ومخمّرة.

  قال الشاعر:

  ٣٣٢ - يا عامر بن مالك يا عمّا ... أفنيت عمّا وجبرت عمّا⁣(⁣٣)

  أي: يا عمّاه سلبت قوما، وأعطيت قوما. وقوله: {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}⁣[عمّ: ١]، أي: عن ما، وليس من هذا الباب.

عمد

  العَمْدُ: قصد الشيء والاستناد إليه، والعِمَادُ: ما يُعْتَمَدُ. قال تعالى: {إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ}⁣[الفجر: ٧]، أي: الذي كانوا يَعْتَمِدُونَه، يقال:

  عَمَّدْتُ الشيء: إذا أسندته، وعَمَّدْتُ الحائِطَ مثلُه. والعَمُودُ: خشب تَعْتَمِدُ عليه الخيمة، وجمعه: عُمُدٌ وعَمَدٌ. قال: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}⁣[الهمزة: ٩] وقرئ: {فِي عَمَدٍ}⁣(⁣٤)، وقال: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها}⁣[الرعد: ٢]، وكذلك ما يأخذه الإنسان بيده مُعْتَمِداً عليه من حديد أو خشب. وعَمُودُ الصّبحِ: ابتداء ضوئه تشبيها بالعمود في الهيئة، والعَمْدُ والتَّعَمُّدُ في التّعارف خلاف السّهو، وهو المقصود بالنّيّة، قال: {ومَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً}⁣[النساء: ٩٣]، {ولكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الأحزاب: ٥]، وقيل: فلان رفيع العِمَادِ⁣(⁣٥) أي: هو رفيع عند الِاعْتِمَادِ عليه، والعُمْدَةُ: كلُّ ما يعتمد عليه من مال وغيره، وجمعها: عُمُدٌ. وقرئ: {فِي عَمَدٍ}⁣(⁣٦) والْعَمِيدُ: السَّيِّدُ الذي يَعْمُدُه الناسُ، والقلب الذي يَعْمُدُه الحزن، والسّقيم الذي يعمده


(١) قال ابن منظور: والعرب تقول: رجل معمّ مخول: إذا كان كريم الأعمام والأخوال كثيرهم. انظر: اللسان (عمم).

(٢) المشوذ: العمامة، وجمعها: المشاوذ، ويقال: فلان حسن الشّيذة، أي: حسن العمّة.

(٣) البيت للبيد يرثي عمّه ملاعب الأسنة عامر بن مالك.

وهو في ديوانه ص ٢٠٥، وجمهرة اللغة ١/ ١١٤.

(٤) وهي قراءة شعبة وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ص ٤٤٣، والإقناع لابن الباذش ٢/ ٨١٤.

(٥) انظر: المجمل ٣/ ٦٢٩، وأساس البلاغة ص ٣١٣.

قال قدامة بن جعفر: ويقال: عالي العماد، واري الزناد، رحيب الباع، مشبوح الذراع، ضخم الدسيعة، جمّ الصنيعة. انظر: جواهر الألفاظ ص ٥٥.

(٦) تقدمت قريبا.