باب
باب
  البَاب يقال لمدخل الشيء، وأصل ذلك:
  مداخل الأمكنة، كباب المدينة والدار والبيت، وجمعه: أَبْوَاب. قال تعالى: {واسْتَبَقَا الْبابَ وقَدَّتْ قَمِيصَه مِنْ دُبُرٍ وأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ}[يوسف: ٢٥]، وقال تعالى: {لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ}[يوسف: ٦٧]، ومنه يقال في العلم: باب كذا، وهذا العلم باب إلى علم كذا، أي: به يتوصل إليه.
  وقال ﷺ: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»(١).
  أي: به يتوصّل، قال الشاعر:
  ٧١ - أتيت المروءة من بابها(٢)
  وقال تعالى: {فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ}[الأنعام: ٤٤]، وقال ø: {بابٌ باطِنُه فِيه الرَّحْمَةُ}[الحديد: ١٣] وقد يقال:
  أبواب الجنّة وأبواب جهنم للأشياء التي بها يتوصّل إليهما. قال تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ}[النحل: ٢٩]، وقال تعالى: {حَتَّى إِذا جاؤُها وفُتِحَتْ أَبْوابُها وقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ}[الزمر: ٧٣]، وربما قيل: هذا من بَابَة كذا، أي: ممّا يصلح له، وجمعه:
  بابات، وقال الخليل: بابة(٣) في الحدود، وبَوَّبْتُ بابا، أي: عملت، وأبواب مُبَوَّبَة، والبَوَّاب حافظ البيت، وتَبَوَّبْتُ بوابا: اتخذته، وأصل باب: بوب.
(١) الحديث رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في السنة وغيرهم، وكلهم عن ابن عباس مرفوعا مع زيادة: «فمن أتى العلم فليأت الباب» ورواه الترمذي وأبو نعيم وغيرهما عن عليّ بلفظ أنّ النبي ﷺ قال: «أنا دار الحكمة وعليّ بابها». وهذا حديث مضطرب غير ثابت كما قاله الدارقطني في العلل ٣/ ٢٤٧، وقال الترمذي: منكر، وقال البخاري: ليس له وجه صحيح، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن معين أنه قال: كذب لا أصل له. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ووافقه الذهبي وغيره، المستدرك ٣/ ١٢٦ وقال الحاكم فيه: صحيح الإسناد وتعقّبه الذهبي فقال: بل موضوع، لكن قال في الدرر نقلا عن أبي سعيد العلائي: الصواب أنه حسن باعتبار تعدّد طرقه، لا صحيح ولا ضعيف، فضلا أن يكون موضوعا، وكذا قال الحافظ ابن حجر في فتوى له. وقال في اللآلئ بعد كلام طويل: والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به. راجع كشف الخفاء ١/ ٢٠٣، واللآلئ المصنوعة ١/ ٣٢٩، وعارضة الأحوذي ١٣/ ١٧١، والحلية ١/ ٦٤.
(٢) البيت تقدّم برقم ٥.
(٣) وعبارته في العين ٨/ ٤١٥: والبابة في الحدود والحساب.